والهندسة والزراعة والتجارة ودور المعلمين العالية والمتوسطة فيشترك فيها الطلبة والطالبات غالباً وعليها إقبال شديد أدى في العام الماضي إلى استقالة عميد إحدى الكليات لعجزه عن مقاومة الضغط الشديد على كليته وتحققه من عدم كفاية بنايات الكلية على سعتها لمواجهة هذه الحالة بما يضمن انتظام سير العمل في الكلية وفي هذا العام سيضعون مشروع الجامعة العراقية موضع التنفيذ وإن كان العمل جارياً في المعاهد الفنية والكليات العالية على غرار الأنظمة الجامعية على السواء ويلاحظ أن الطلاب والطالبات يهتمون بالتحصيل والمذاكرة من أول أيام الدراسة ولا يشغلهم في الغالب عن ذلك شيء فليس لهم موسم للمذاكرة يبدأ في شهر أبريل على أحسن التقديرات، ولذا يظن أن نهضتهم الثقافية ستبكر كثيراً عن الموعد المنتظر لها ومما هو جدير بالذكر أن القوانين العراقية تحرم على الأجانب بلا استثناء أن يتمتعوا بالإقامة الدائمة في البلاد ولذلك لا تكاد تعثر في الأراضي العراقية بصقلي ولا رومي من أولئك الأشتات والأجناس المختلفة وهي بالضرورة تحرم على كل أجنبي أن يتملك شبراً من أرض عراقية ولا يسمحون لرءوس الأموال الأجنبية أن تغزو بلادهم ويرون أن تسير نهضتهم الاجتماعية معتمدة على كفايتهم الخاصة ومقدرتهم الحاضرة متريثة بطيئة تنضج مع الزمن خير من أن تتحكم فيها الأيدي الأجنبية برءوس أموالها التي يعتبرون دخولها إلى بلادهم تنازلا تدريجياً عن التحكم في مواردهم وثروتهم والقضاء على كل مشروع من شأنه ترقية مرافق الدولة وإعدادها لحياة طليقة من سيطرة الأجنبي كما هو الشأن في غير العراق من الأقطار الكبرى في البلاد الشرقية.
ولقد شاهدت أن العراقيين يشعرون شعوراً تاماً بشدة الحاجة إلى رفع مستوى الحياة العامة في بلادهم فهم مع إبائهم وما يتمتعون به من الشمائل البدوية كالكرم والشجاعة لا يرفضون الاستجابة لدعاء المصلحين من قادتهم وزعمائهم ولا يحاولون أن يغتروا بالماضي أو يزهون بالألقاب ولا يعتمدون في تدبير أمورهم على الإجراءات المطولة المعقدة من تأليف اللجان واستقدام الخبراء العالميين لكل ما دق أو جل من الأمور وإن كانوا لا يحجمون في الوقت نفسه عن الاستفادة من المدنيات المختلفة واقتباس الوسائل النافعة في تسوية مشاكلهم المهمة ومشروعاتهم الكبيرة مما يجري عليه العمل في مصر وغيرها من بلاد أوروبا وأمريكا ولقد نبههم معالي الأستاذ رضا الشبيبي من كبار رجالهم ومصلحيهم في مقال له