أما المأخذان الأخيران في عم تأتي حر العطش من الري العذب في البيت:
فاسقنيها في ربيع الزمن ... خمرة من ريها العذب أوامي
وعدم تصور حباء اللذع وأنه لا يكون إلا في الخير لا في اللذع البيت:
قلبي الذي بات يصلي منك جمرته ... وقد حبته بلذع دونه سقر
فحر العطش يتأتى من الري العذب من هذه الخمرة التي تغري دائماً بالعلل والنهل فكلما روى الشارب ظمئ.
أما أن العطاء لا يكون في اللذع فلذع القلوب واكتواؤها بنار الحب شيء يلذ العاشقين يتمنونه ويغرمون به.
بقى أن أعقب على مآخذ للأستاذ الناقد على نتاج الجامعة الذي يقول أنه ضئيل ويسير وهو مأخذ يدعو إلى الدهشة والعجب فما الذي كان يتوقعه الأستاذ من مجهود للجامعة أضخم من هذا في عامها الأول فقد افتتحت الجامعة فروعاً عدة في مختلف أنحاء القطر شهدتها جموع كثيرة وأذاعها الأثير على سائر أقطار الشرق والعروبة ثم أخرجت الجامعة للناس كتاباً قيما يضم الرائع من الشعر والنفيس من النثر للأساتذة العقاد، ناجي، غنيم، رامي الخ.
أما اقتراح الأساتذة على معالي رئيس الجامعة في تعديل تشكيل هذه الجامعة وإقصاء بعض القائمين بأمر الدعاية والعمل لها، فقد أعلن معالي الرئيس غير مرة أن هؤلاء القائمين بالنشاط الموفور لخدمة الجامعة ليسوا من كبار الكتاب أو الشعراء في البلد وإنما هم أناس قدموا أنفسهم وأوقاتهم لخدمة الجامعة ونشر أغراضها ومبادئها مستمدين العون من قادة الفكر والبيان في مصر وسائر أقطار العروبة.