للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أما عن قصيدتي في المنصورة، فالمنصورة كما يسميها أستاذنا الكبير الزيات صاحب الرسالة بلد السحر والفتنة والجمال فلا تثريب على الشاعر من أن يتأثر بهذه الأجواء الساحرة الفاتنة على أنني لم أفرط في قصيدة المنصورة في الاستطراد في ذكر (الناحية التاريخية والماضي المجيد).

ثم ليسمح لي الأستاذ أن أتحداه في غير هاتين القصيدتين وموضوعهما من الشعر كما قدمت - أن يذكر بيتاً واحداً خارجاً عن الموضوع في سائر القصائد الأخرى في الكتاب.

أما أنني أتغزل في حبيبة بعينها، فليتفضل الأستاذ بمراجعة ما تحت يده من دواوين الشعراء في عصور الأدب العربي وأنا الزعيم له بأنه سيجدهم جميعاً مفهومين جداً وهم يتغزلون في واحدة بعينها وأن الأدب العربي لم يسجل عليهم في هذا الصدد عيباً أو نقيصة. أما بقية المآخذ فسأجمل الرد عليها إجمالا.

فعدم علم الأستاذ بكيفية نثر الطيور للأزهار فوق الروابي فلست مسئولا عنه فقد رأيتها بعيني رأسي وعليه أن يغشى إحدى جنات المنصورة ليرى ما رأيت أما أن كلمة أنس الأماني عامية ولا معنى لها فحينما يحرمه الله تحقيق أمنية له - لا قدر - ثم يشاء له تحقيقها حينئذ سيستشعر أنس هذه الأمنية لقلبه وعواطفه - أما أن البيت:

أقضي الليالي أنات مرددة ... والشاهدان عليَّ النجم والسهد

لا يكون السهد شاهداً مع النجم وهي حالة يعانيها من كتبت عليه المحنة فلم لا تكون هذه الحالة نفسها شاهداً؟

أما المفاضلة بين (غزالة) و (بغداد) وبين (الدسوقي) و (الرشيد) فقد فهمها منهما غريباً لا يتسق مع ما ترمي إليه الأبيات من تشبيه يلتقي فيه البلدان والرجلان عند هدف التمجيد والتكريم والإشادة بمن يعمل على رفع شأن الأدب ورعاية الشعر.

أما أن كلمة (ملياً) في البيت:

يا لواء الفاروق عشت مليا ... نحن نفدي لواءه المقصودا

كان الأولى أن يكون موضعها (دواما) لأن معنى الأولى الزمن الطويل بدليل الآية (واهجرني مليا) فلعل الأستاذ يوافقني على أن كلمة (مليا) تنساق في الجرس أكثر من (دواما) والزمن الطويل لا تلتمس له النهاية التي حددها الأستاذ متولي،

<<  <  ج:
ص:  >  >>