على هواهم، ويبثون بها في نفوسنا من العقائد مثل ما يعتقد (السيد أفرام) من أن الثقافة لا شأن لها بالسياسة. .
إننا نجاهد للتحرر من الاستعمار السياسي والاقتصادي، وسنفوز بذلك لاشك، وإن التحرر منها علم الله لأسهل وأيسر من التحرر من استعمار آخر يكرب نفوسنا وينخر في عظامنا إلا وهو الاستعمار العقلي الذي يجب علينا أن نقاومه ونطارده وأن نعلن عليه حرباً لا هوادة فيها، فإنه السم القاتل والداء الدفين. .
الآباء والأبناء:
وقع في يدي تقرير اللجنة الأولى للمؤتمر الثقافي العربي فرأيت فيه اتجاهاً طيباً يدعو إلى الغبطة ويبشر بخير كثير، فقد أشار (بأن تكون الدراسات الاجتماعية أساساً لتدريس التربية الوطنية، على أن يشمل هذا الأساس إبراز الاتصال الجغرافي التام بين البلاد العربية وما كان لذلك من دور خطير في قيام الحضارات وتقدم الإنسانية)، كما تضمن الإشارة إلى الواجب في (إبراز دور الإمبراطورية العربية في التاريخ، وتوضيح الفكرة في أن العروبة لم تكن لدين ما، بل إنها كانت ولا تزال أمانة في عنق كل عربي، وأن التعصب لم يعرف في البلاد العربية إلا في العصور التي حكم فيها الأجانب) ثم ينوه التقدير (بالأخوة في العروبة والدعوة إلى التكتل والعمل على التذكير الدائم بمساوئ الاستعمار وضرورة اتخاذ النظام الديمقراطي أساساً في تنشئة الطالب).
وبعد أن أشارت اللجنة في تقريرها هذا إلى ضرورة تدريب الطلبة على أساليب الحياة المختلفة في ميادين التعاون الاجتماعي والرياضي والكشفي دعت إلى قيام اتحاد للطلبة العرب ومؤتمرات سلم ومخيمات كشفية ووضع أناشيد مشتركة وتبادل الطلبة العرب بين الأقطار العربية وإنشاء بيوت لعم في كل قطر عربي. .)
وما أريد أن أورد كل ما نضمنه ذلك التقرير، فقد تضمن تفاصيل مطولة، وهي تفاصيل تلتقي كلها في رغبة واحدة، هي تقوية الشعور بالقومية العربية في نفوس أبناء الجيل الجديد حتى لا تكون الوحدة العربية ميثاقاً مكتوباً في الورق، بل تكون دماً يتدفق في العروق.
إنه كلام طيب جداً، وإنما العبرة بالتنفيذ القريب، وحين نبدأ أول خطوة في هذا السبيل