نشرت (الرسالة) في عدد مضى مقالة للأستاذ محمد هاشم عطية بعنوان (في العراق الشقيق). وفي آخر المقالة قصيدة للأستاذ ألقاها في الربيع الماضي ترحيباً بالوفد السوداني عند زيارته لبغداد؛ قال فيها:
وتخطر فوق الأصيل نديا ... من نشر الربا وطيب المجاني
والبيت مكسور (وفوق الأصيل) تعبير لا يسوَّغه الذوق والبيت لا تجمعه مناسبة بين ما قبله وما بعده من الأبيات.
فهنيئاً لكم بما قد حبيتم ... ثقة الشعب وحي هذا الأوان
فقوله (وحي هذا الأوان) تكملة للبيت لا غير دون نظر إلى المعنى أو الأسلوب أو المقام.
ويقول في تصوير عمل المستعمر بوحدة النيل وعجز ذلك عن التفرقة بين مصر والسودان:
كان منها مكان ناطحة الصخر ... بقرن عضب ورأس هدان
نعم فلم يصنع المستعمر شيئاً وكان كناطحة الصخرة الصماء بقرنيها؛ فالشطر الأول قوى وسليم؛ أما الشطر الثاني فلا أدرى ما فائدته، فالماشية مثلا تنطح بقرونها ورأسها، ووصف القرن بعضب والرأس بهدان لا يجدي شيئاً. وشتان بين البيت وقول الشاعر:
كناطح صخرة يوماً ليوهنها ... فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
وقوله بعد البيت - ببيت واحد -:
تعصف الحادثات من جانبيها ... في الصفا الصم من ذرى ثهلان
يدل على ضعف قوة هذه الوحدة أمام الحوادث، وما كان أغناه عن ذلك.
وبعد فليس في القصيدة إلا الوزن والألفاظ، وما كان أغنى الأستاذ عن أن يعد نفسه في زمرة الشعراء.