للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فأية جريمة أم أي رجس فعل هؤلاء الأطفال الذين لقوا مصارعهم على صدر أمهاتهم؟

ليسبونة التي أمست لاشيء، أكانت أكثر رذائل من (لوندرة) ومن (باريس) الغارقة في بحر من الملذات. ليسبونة هوت في الهاوية. وباريس لا تزال ترقص.

إن بعض المشاهدين يتأملون في مصيبة إخوانكم وهم يتحرون عن أسباب العاصفة بهدوء وسلام.

ولكنهم حين يشعرون بضربات الحظ الأعمى تنصب عليهم، يتحرك في نفوسهم معنى الإنسانية، ويبكون مثلنا على مصارعهم.

آمنوا إني صادق الشكوى واللوعة!

وأن مظالم الحظ شائعة في كل مكان. .

ذروني أشْكُ!

كل شيء في العالم يئن، بعضه يفني بعضاً!.

وكل شيء يولد للهموم والأذى.

وأنتم - هنا - تجعلون من شقاء كل موجود سعادة مطلقة، فأية سعادة أسندوها إليك أيها الإنسان الذي يكتنفه الموت والضعف والشقاء. . .؟

أنتم تصيحون هاتفين (ليس على سطحها إلا الخير!)

الوجود يكذبكبكم، وقلوبكم تدحض أراءكم!

وهذه عناصر المادة، حيوانها وإنسانها وجمادها، كلٌ في نزاع مستمر!. . .

يجب أن تقولوا معي (ليس على سطحها إلا الشر)

إن سر الوجود لا يزال مجهولاً. . .

فهل يصدر هذا الشر عن مصدر صاحب الخير نفسه؟ ولكن يكف يُدرك الفكر أن رباً يزجي إلى أبنائه الخير الذي يرتضيه لهم، هو بذاته يصب عليهم سوط عذابه؟ أية عين تستطيع أن تتبين في هذه الأغوار العميقة؟. لا يمكن أن يكون مصدر الشر كله من الوجود.

والشر لن يرسله أحد غير الله، لأنه هو سيد الوجود وهو الكائن في كل موجود.

يالها من حقائق مؤلمة!. .

<<  <  ج:
ص:  >  >>