قواهم العواطف الخائرة، فلا تبقى بها أثار للقدرة على الكفاح للجماعة أو حتى للذات، فيدفع هذا الضعف إلى الدعة والكسل أو محاولة الوصول عن طرق هينة وإن كانت غير لائقة.
النشيد القومي للعرب:
وبعد فهذه الجيوش العربية تزحف إلى فلسطين، والآمال تسايرها، والقلوب تخفق لها، وإنك لتلمح بين سطور أنبائها في الصحف أبياتاً من الشعر يهتز لها فؤادك، وإن كانت لا تزال شاردة لم يقيدها وزن ولا قافية.
فمن لهذا الشعر ينظمه نشيداً للوطن العربي العام؟ نشيداً واحداً يتغنى به أولئك الأبطال الزاحفون في سيناء وفي صحراء العرب وبادية الشام وربى لبنان، وينشده الناشئون في معاهدهم وملاعبهم، ليقوي (عضلات) نفوسهم، وينفي عنها (الترهل)
فهيا فحول الشعر، ضعوا لنا ذلك النشيد.
ذكرى شوقي في نادي الخريجين:
أكتب هذا يوم الثلاثاء الرابع عشر من شهر أكتوبر، وهو اليوم الذي نعى في مثله الشاعر الخالد أحمد شوقي بك، وكانت الليلة الماضية ليلة ذكرى، لا في (الأوبرج) فقد أعلن أن حفلته أجلت إلى أجل غير مسمى نظراً للظروف الصحية الحاضرة! بل كانت الذكرى في شقة بالعمارة رقم ٢٨ بشارع شريف باشا، حيث نادى الخريجين المصري.
وكان حفلاً صغيراً أقامه النادي في خجل من عدم استطاعته التوسع في البرنامج، ولكن تفرد هذا الحفل بمصر في ليلة ذكرى شوقي أمير شعرائها، وشعور هؤلاء الشبان الذين أقاموه بضآلة مجهودهم في هذا المقام الجليل، كل هذا يجعل لهذا الحفل معنى جليلاً هو معنى الوفاء الذي لا يغض منه جهد المقل
بدأت الحفل بكلمة للأستاذ مصطفى حبيب تحدث فيها عن ذكرى شوقي من حيث أثرها في النفوس، ومن حيث مكانة صاحبها الأدبية والوطنية، وتيمن لافتتاح الموسم الثقافي في النادي بهذه الذكرى. وتلاه الأستاذ محمد فتحي بك فقرأ من شعر شوقي قصيدة (يا نائح الطلح أشباه عوادينا) التي قالها وهو بالأندلس في الحنين إلى مصر، وقد ذكرتني قراءة