وإن كان بين هؤلاء الخريجين أدباء يدخلون في (فنيين ممتازين).
القصة المصرية:
وجهت مجلة (المسامرات) إلى (لفيف من أعلام الفكر والرأي) السؤال التالي: هل نجحت القصة المصرية في تثقيف الشعب؟ فأجاب معظمهم بإثبات نجاحها، قال الأستاذ العقاد: والقصة المصرية على وجه العموم قد نجحت نجاحاً ملموساً وشقت طريقها إلى الجودة والكمال في كثير من الاتجاهات وإن كان هناك بعض الاتجاهات التي لم تقتحمها بعد، وكلي أمل في أن تصل قريباً إلى القمة مؤدية رسالتها على خير الوجوه) وقال الأستاذ المازني:(لقد نجحت نجاحاً كبيراً والدليل على ذلك كثرة الإقبال عليها وكثرة ما ينشر منها) وقال الأستاذ بيرم التونسي: (إن معظم القصص المصرية التي ظهرت حتى الآن في غاية الإتقان مما يبشر بمستقبل حسن للقصة المصرية) وقال الدكتور زكي مبارك: (لقد نجحت القصة المصرية بكل تأكيد لأنها فتحت آفاقاً من الخيال، وراضت الجمهور المصري على الذوق الفني، وأعطت المصريين فرصة للرحلات الفنية إلى الشرق، وخلقت أبواباً من الثروة الفكرية والعقلية عند فريق من الجماهير)
وخالفهم العشماوي باشا فقال:(لا توجد عندنا قصة مصرية بالمعنى المفهوم لتثقيف الشعب) وقال: (لقد لقيت الأمرين عندما كنت وزيراً للمعارف، إذ احتجنا إلى قصص مصرية قوية لتمثيلها في المدارس إو توزيعها على التلاميذ فكنت أكثر من عمل المسابقات لعلها تغري على الاهتمام بهذا النوع من التأليف. ولكن لم يكن يصلنا في كل مسابقة إلا القصص التافهة البعيدة كل البعد عن الواقع).
وأقول إن ما نراه من القصص الضعيفة أو المنتوشة من القصص الغربية، لا ينبغي أن تطغى النظرة إليه على النتاج القصصي القيم الذي يدل على تقدم فن القصة عندنا في العصر الحديث تقدماً تلمسه فيما نشر من القصص في الصحف والمجلات والكتب الخاصة، ولقد قامت (الرواية) التي أدغمت في (الرسالة) بمجهود كبير في هذا السبيل، والرجوع إلى مجموعاتها يقفك أو يذكرك بذلك المجهود، وإنك لترى فيها إلى جانب المترجمات قصصاً مصرية تعد من ثروتنا في هذا الفن الحديث، كيوميات نائب في الأرياف التي كان يكتبها بالرواية تباعاً الأستاذ توفيق الحكيم والتي جمعها بعد ذلك في