أما مدلول الآية كما أشار إليه الرافعي فهو يتسع - كما قال - لجميع المذاهب في خلق الإنسان. وسواء قطعنا الصلة بين الإنسان وسار الأحياء العليا أو ربطناها فذلك لا ينفي أنه في اصله من سلالة من طين. وقد جاء في القران الكريم (وجعلنا من الماء كل شئ حي) ولم يقل أحد أن خلق الأحياء جميعاً من الماء يمنع تسلسل الإنسان من مادة الطين، فان الأصل لا ينعدم إذا خرجت منه الفروع على التسلسل والتدريج، أو خرجت منه دفعة واحدة بغير تسلسل ولا تدريج. وحذار أن نقف في هذه المسألة كما وقف المجادلون من قبل في مسألة الأرض واستدارتها ودورانها فانهم يدعون لأنفسهم ما لا يجوز لأحد أن يدعيه باسم العلم أو باسم الدين، وفوق كل ذي علم عليم.