اللبنانية). . . ودبلوم في أصول هذه اللغات ومصادرها، ودبلوم في نحوها وصرفها المقارن.
وعند إذ يكون شكوكو من أمراء الشعر الذين تدرس آثارهم في الجامعة، وإسماعيل ياسين من أمراء النثر، ويكون من تعبيرات النقد الجديد، أن نقول للكاتب المعقد الذي لا يفهم (إنه يكتب بالعربي) كما يقال في أوربة عن الكاتب الفرنسي المحدث إذا أغرب وعقد، أنه يكتب باللاتيني.
وعندئذ ينشا في كل لسان، تراجمه يترجمون إليه الآثار العربية لتحفظ في المدارس، ويربي بها النشء على البلاغة كما ترجمت إلى الفرنسية آثار دانتي وفرجيل، فنحفظ الطلاب في دمشق قول المتنبي، مترجماً، هكذا:
على أدّ أهل العزم بتجي العزايم ... وبتجي على أد الكرام المكارم
وقول شوقي في الأزهر، يصير:
أوم بتمّ الدنيِه وسلم ع الأزهر ... ورش على ادن الزمان الجوهر
بدلاً من:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ... وتأتي على قدر الكرام المكارم
و:
قم في فم الدنيا وحيي الأزهرا ... وانثر على سمع الزمان الجوهرا
ولا شك أن هذه الترجمة (أجدر أن تسترق القلوب) - كما قال الأستاذ أبو حديد بك في تقريره.
وعندئذ تطبع الرسالة أربعة آلاف فقط، وأخبار اليوم عشرة الاف، وينشا في كل بلدة جريدة صغيرة تنطق بلسان أهلها، ولا يبعد أن تشتد الحماسة لهذه اللغات كما اشتدت بتركيا الجديدة الحماسة للسانها، فيؤذن بها على المنائر، ويخطب بها على المنابر، ويترجم القرآن إلى كل واحدة منها. وعندئذ لا تستطيع الدولة العربية أن تجتمع في جامعة، ولا أن تتحد في شعور، ولا أن تسوق جيوشها إلى فلسطين موحدة القيادة، لان الصلة الوحيدة بينها هي هذه اللغة العربية، فان انقطعت لم يصل بينها شي، ولا الدين، لأنها إن ذهبت العربية ذهب معها القران فلم يبقى دين.