للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

قال الأستاذ (محمد عبده) وأنا على طريقة السلف في وجوب التسليم والتفويض فيما يتعلق بالله تعالى وصفاته وعالم الغيب وأننا نسير في فهم الآيات على كلتا الطريقتين لأنه لابد للكلام من فائدة يحمل عليها لأن الله عز وجل لم يخاطبنا بما لا نستفيد منه معنى

قال صاحب المنار: وأقول أنا مؤلف هذا التفسير. إنني ولله الحمد على طريقة السلف وهديهم، عليها أحيا وعليها أموت إن شاء الله تعالى.

فالأستاذ الإمام لم يقل إن القصص من المتشابه ولم يقل بذلك مسلم قبله أو بعده والأستاذ الإمام يقول: إن الآيات في قصة الخليقة في الأرض من المتشابه وفسر ذلك التشابه بأنها لا تحمل على ظاهرها وفسر ذلك الظاهر الذي لا تحمل عليه بأن فيها حواراً وجدلاً بين الله تعالى والملائكة والجدل والحوار على ظاهرهما لا يليقان بالله تعالى ولا بالملائكة فيجب تأويل ذلك الجدل والحوار وحملهما على (خلاف مقتضى الظاهر) وبين التأويل الذي يراه لهذا الحوار ولهذا الجدل في ص٢٥٤ من تفسير المنار لنفس هذه الآيات فقال: وأم الفائدة فيما وراء البحث في حقيقة الملائكة وكيفية الخطاب بينهم وبين الله تعالى فهي من وجوه أحدهما أن الله تعالى في عظمته وجلاله يرضى لعبيده أن يسألوه عن حكمته في صنعه الخ ثانيها إذا كان من أسرار الله تعالى وحكمته ما يخفي على الملائكة فنحن أولى بأن تخفى علينا ثالثها أن الله تعالى هدى الملائكة في حيرتهم بعد الإرشاد إلى الخضوع والتسليم رابعها تسلية النبي صلى الله عليه وسلم عن تكذيب الناس الخ فأين ما ادعاه الأستاذ خلف الله على الأصوليين وعلى الإمام. إن هذا إلا اختلاق.

حسب الرسالة اليوم هذا فإن الحساب بيننا وبين الأستاذ خلف سيطول.

عبد الفتاح بدوي المدرس في كلية اللغة العربية

<<  <  ج:
ص:  >  >>