قصائدهم، ورحمة الله لشعراء هذه الأيام، شعراء القبلة الأولى، والليلة الحمراء. . .
الرسائل في الأدب العربي:
نشر الأديب أحمد محمد عيش في العدد الأخير من مجلة (الكاتب المصري) بعض الرسائل الأدبية التي تبادلها مع الشاعر العراقي الكبير المرحوم الأستاذ جميل صدقي الزهاوي، وقدم الأديب لذلك بمقدمة قال فيها:
(. . . هذا لون من ألوان الأدب الجديد - أدب الرسائل - استحدثناه، أو بعبارة أخرى نبشنا دفائنه وأحيينا مواته، ذلك لأن اللغة العربية لم تحظ بهذا اللون الجميل، اللهم إلا في النادر القليل، بعكس اللغات الأجنبية، فأنها مشحونة بهذا الضرب الرفيع بنماذجه الرائعة وأنماطه العذاب. . .).
ومسكين والله هذا الأدب العربي، كأن الله كتب عليه في هذه الآونة أن يكون هدفاً للدعوى من كل فارغ الرأس، ومقصداً للاتهام من كل جاهل، وأنا لا أحسب أن في نفوس هؤلاء الشبان ضغينة على الأدب العربي، ولكنهم العلة أنهم يحسبون أن الأدب العربي هو ما يقرؤونه في الصحف والمجلات، وما يدرسونه من النماذج الجامدة البالية في مقررات المدارس، فإذا ضممت إلى ذلك دعوى عريضة تمتلئ بها الرءوس الفارغة، وتلتوي بها الألسن المعوجة، وقفت من وراء ذلك على أصل العلة وموطن الداء. . . وإنه لداء تفشى بين شبان العصر، فليس أسهل على الواحد منهم من أن يحمل القلم، ويتنفخ بالدعوى العريضة، ويمد أنامله فيخط كلمات رشيقة رقيقة يطمس بها تاريخ الأدب العربي من بدايته إلى نهايته، وينكر أن يكون هذا الأدب أدباً. . .
عشت يا سيد عيش. . . (تستحدث في الأدب العربي) ما ليس فيه من (النماذج الرائعة والأنماط العذاب)، ولكن صدقني أيها الأخ أن الأدب العربي حافل بالرسائل التي من هذا اللون، بل إن الأدب العربي يمكن أن يسمى أدب الرسائل والمحاضرات والمطارحات، بل إن المؤلفات الأدبية والعلمية لم تكن إلا رسائل يقدمها أصحابها إلى الأصدقاء، أو يرفعونها إلى الرؤساء، وأنا على استعداد أن أضع يدك - إذا أردت - على ألف رسالة ورسالة من ذلك اللون الذي تريده في حديث الكتاب عن أنفسهم وعن صلتهم بالناس والحياة، ولكني أعتقد أنك لا تريد هذا أبداً حتى تظل على الاعتقاد بأنك قد (استحدثت) هذا اللون من