بأبيات في وصف وباء الكوليرا الذي كان بمصر سنة ١٩٠٢ من قصيدة لشوقي يهنئ فيها الخديوي عباس بعودته من الخارج ويصف ذلك الوباء، قال شوقي:
الدهر جاءك باسط الأعذار ... فاقبل فأمر الدهر للأقدار
هل كنت تدفع حاضراً أو غائباً ... عن مصر حكم الواحد القهار
ذاقت نواك وروعت بثلاثة ... بالداء بعد المحل بعد النار
ودهى الرعية ما دهى فتساءلوا ... في كل ناد أين رب الدار
ذكروك والتفتوا لعلك مسعد ... ذكر الصغير أباه في الأخطار
فأسى جراحهو وبل صداهمو ... طيب الرسائل منك والأخبار
لهفى على مهج غوال غالها ... خافي الدبيب محجب الأظفار
خمسون ألفاً في المدائن صادهم ... شرك الردى في ليلة ونهار
ذهبوا فليت ذهابهم لعظيمة ... مرموقة في العصر أو لفخار
فالموت عند ظلال (موشا) رائع ... كالموت في ظل القنا الخطار
خلفاء شوقي:
وكتب الأستاذ سعيد العريان في جريدة النداء فصلاً بعنوان (خلفاء شوقي) بين فيه آثار حملات النقد التي وجهت إلى شعر شوقي فقال في هذه الحملات: (قد تركت أثراً في نفوس الشباب من القراء لذلك العهد، فنزل شوقي عند طائفة منهم دون منزلته، إذ زعم لهم من زعم أن للشعر مقاييس وأوزاناً فنية لا يقاس بها شعر شوقي ولا يوزن) إلى أن قال:
(وهكذا نشأ جيل من القراء لا يؤمن بشوقي ولا يعتده شاعراً من طبقة الأمراء، أو لعلي أستطيع أن أقول أن جيلاً من القراء قد نشأ غير مؤمن بالشعر في جملته، لأن الذين حطموا التمثال الجميل الذي كان هؤلاء القراء يتعبدون له - لم يستطيعوا أن يقيموا مكانه تمثالاً آخر قد جمع من عناصر الجمال والقوة على مقياسهم ما يحملهم على الإيمان به، إذ لم يبق في مكان التمثال المحطم إلا أشلاؤه المتناثرة)
والحق - الذي أراه - أن النقد الذي وجه إلى شوقي لو نفضنا عنه الغبار لوجدنا فيه كثيراً من العناصر الصالحة التي نبهت على كثير من الحقائق الأدبية التي انتفع بها الشعر العربي والأدب على العموم في هذا العصر