إيرين - ولعلك تذكر أيام كنا نقصد إلى الغابة فوق حمارنا بلا تشبيه بينما أجراسه تُجلجل تحت عنقه وهو ينهب بنا الأرض.
حنا - نعم يا إيرين وأذكر أيضاً ساعة كنت أضع يدي في يدك وأنا معتزٌ بك مباهٍ بحسنك.
إيرين - كنا نقلد اليهود عند فرارهم من مصر وأنا أسميك يوسف وأنت تدعوني مريم. هل نسيت؟
حنا - لا. لم أنس.
إيرين - وكنا بعدئذ نفر إلى المنزل كأنما يطاردنا هيرود العاتي الذي أسرف في دم الأبرياء، وأذكر أيضاً اغتباطنا عند عودتنا ونحن نسمع صياح الإوز يحمله إلينا النسيم.
حنا - وإن إيرين عندما كنت تقترب من الدار كانت تسرع فتضمني.
إيرين - ما كان عليّ وقتئذ من حرج.
حنا - والآن؟
إيرين - آه. . .
حنا - إذن لا تغضبين لو أنني ضممتك.
إيرين - كما كنا نفعل فيما مضى؟
حنا - نعم كما كنا في ذلك العهد (يضمها ويقبلها في جبينها)
(يدخل سيزار وديفون وفي يديها مصباح وقد رأياهما)
ديفون - (هامسة في أذن زوجها) أرأيت يا سيزار؟
سيزار - رأيت.
ديفون - في رعاية الله يا ولدي.
حنا - دعيني أصحبك يا أميِّ.
ديفون - (تمنعه) مكانك. فهذا المكتب أولى بك. إن العمل في هذه المدينة الواسعة هو الذي يدفع عنك خطرها.
سيزار - صدقت يا ديفون.
ديفون - الوداع يا حنا. ثم احتفظ بها المصباح القديم. فقد كنت على ضوئه أهيئ لك