الثياب، وأنظر إلى وجهك من خلل الأستار وأنت طفل في المهد.
إلى الملتقى يا ولدي.
حنا - (متألماً) أمي. . .؟
سيزار - (لديفون وهي متأثرة) ديفون!
ديفون - ثم عليك يا ولدي بالدرس. واجعل نصب عينيك أن تكون رجلاً. والله يرعاك.
حنا - (باكياً) ما أكرمك يا أماه.
ديفون - (متأثرة جداً) تشجّع يا ولدي.
سيزار - (متأثراً مثلها) حنا. . .
ديفون - أراك على وشك البكاء أنت أيضاً.
إيرين - ولكن ألا تشعر بالوحدة هنا.
حنا - يجب يا إيرين. . .
سيزار - إلى المتلقى يا ولدي.
حنا - إلى الملتقى يا أبي. إلى الملتقى يا أمي. إلى الملتقى (يخرجون ولا يبقى إلا حنا ثم فني)
هاهم رحلوا وها أنا في وحدتي. ولكن كيف تطيب حياتي هنا بعد أن ذهبت لذة لقياهم، وبعد أن عشت معهم تحت سماء ذلك المنزل. لقد أصبحت فريداً في باريس تدوي بضوضائها من حولي كما تدوي العاصفة من حول السفينة. آه لم لا يحين الفراق إلا في الساعة التي يحلو عندها الحب؟ لقد دلوا الألم على طريق قلبي. وعرّفوا الدموع مكان أجفاني. . .
(تدخل فني ببطء بحيث لا يشعر بها)
فني - بيبى.
حنا - (يلتفت) أنتِ. . .؟
فني - نعم أنا. أظننت أن كل شيء انتهى. إنني ممن ليس لحبهن مدى. وإذا كنت قد انقطعت عنك فلأنني علمت بمقدم أهلك. ولكن قل لي: من تكون تلك الفتاة الصغيرة التي كانت معهم؟ أختك. هِه؟ (ثم تضحك).