حنا - بل ابنة عمي.
فني - (ببرود) إنها لطيفة حقاً. . . إنني أخذت أرقبهم حتى رحلوا فأسرعت إليك.
حنا - لقد أعدّت لي أمي هذا المنزل لأنصرف فيه إلى درسي.
فني - إذن أذهب حتى لا أضيع وقتك.
حنا - ولم؟. أما كنت أشتغل من قبل وأنت إلى جانبي.
فني - على أنني سأكون عاقلة وحكيمة يا حنا (يقع نظرها على تمثال لها من المرمر) ولكن كيف حصلت على هذا التمثال؟
حنا - إنه لسافو التي صورها كاوودال. إلا تعرفينها.
فني - سافو!. . . أسمع يا حنا إنني أمقت أولئك الفنانين فلا تذكرهم لي فكم أساؤا إلي.
حنا - ولكن الفن جميل يشرح النفس ويرسل السرور إلى المتٌّقد. الجميل هو تلك النفس التي يرفعها الحب فوق مستوى النفوس فتدرك أن السعادة لا تكون إلا حيث تأتلف القلوب
(يحاول هنا حنا أن يقبلها فتشير إلى مكتبه)
عد إلى عملك يا بيبى.
حنا - لا بأس من لحظة.
فني - إذا كنت تحبي فانصرف إلى درسك.
(يعود إلى عمله متظاهراً بالمطالعة وهي يراقبها وكأنها تناجي نفسها)
يا مَن تملّكني هوا ... هُ وقد سرى بمفاصلي
خُذلي أماناً من لِحَا ... ظِكَ إنهنَّ قو اتلي
حنا - آه يا فني ليتك تنشدينني دائماً شعر هذا الحب
أنِعشي مسمَعي وغني ... قصة الغرامْ
واعلَمي يا مناي أني ... فيك مُستهامْ
كلما هجتٍ مسمَعي ... لا أرى خاطرِي مَعي
فارحمي المُتيّم
فني - هل تُرى حلَّ قلبهُ=صادق الهيامْ
هل تُرى حلَّ قلبهُ ... صادق الهيامْ