للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أنفسهم من دفاع عن الحرية، وتضحية في سبيل المبادئ الإنسانية، فقال يخاطب السلطان حسين كامل.

ووال القوم انهموا كرام ... ميامين النقيبة أين حلوا

وليس كقومهم في الغرب قوم ... من الخلاق قد نهلوا وعلوا

فما درهم حبال الود وأنهض ... بنا فقيادنا للخير سهل

وما لبث الشاعر أن أدرك خطأه الواضح. حيث صدق دعايتهم الجوفاء، فانبرى يشهد بأخلاقهم مستغفراً عن ذنبه السالف وآخر ما قاله في ذلك.

لا تذكروا الأخلاق بعد حيادكم ... فمصابكم ومصابنا سيان

جاربتمو أخلاقكم لتحاربوا ... أخلاقنا فتألم الشعبان

ثم استسلم رحمه الله إلى نومه الطويل

(وبعد) فقد كان الأولون من المؤرخين، يذكرون الحادث السياسي مشفوعاً بما قاله الشعراء فيه، وقد رأينا كثيراً ممن أرخوا فترة الاحتلال الداجية قد تنكبوا عن هذا الطريق، فلم يسجلوا ما ذاع به الشعراء في هذه المحنة القاسية، على ما فيه من ترويح للباحث، وإمتاع لروحه الملول، ولك أن تقدر سرور القارئ حين يرى بجانب تاريخ كرومر نفثة حارة لشاعر قومي كمحمد حافظ إبراهيم.

(الكفر الجديد)

<<  <  ج:
ص:  >  >>