(وبعد) فقد كان الأولون من المؤرخين، يذكرون الحادث السياسي مشفوعاً بما قاله الشعراء فيه، وقد رأينا كثيراً ممن أرخوا فترة الاحتلال الداجية قد تنكبوا عن هذا الطريق، فلم يسجلوا ما ذاع به الشعراء في هذه المحنة القاسية، على ما فيه من ترويح للباحث، وإمتاع لروحه الملول، ولك أن تقدر سرور القارئ حين يرى بجانب تاريخ كرومر نفثة حارة لشاعر قومي كمحمد حافظ إبراهيم.