يسمونه طريق الحظ أو السعد فيقصدون بيوت القمار. أو ساحات السباق. . وذلك أن أحد رفقائي في عمل كان يغشاها وطالما أسعده الحظ بأن ربح. وكان جالساً أمام مكتبه باسطاً صحيفة تدل لقرائها بما تراه في أمر الخيل وأيها السابق وأيها المصلي. وأخذ ينافس آخر في أمر جواد معلوم، يرى أنه ولا شك السابق. وأنه لا شك مراهن عليه.
فقلت إذ ذاك ولم لا أعمل مثل صديقي فربما أسعدني الدهر فربحت فأسعدت نفسي ومرغريت وضربت بيدي إلى حبيبي فوجدت فيه دراهم معدودة. فطرحت فكرة القمار مرغماً.
وذات ليلة ونحن في طريقنا إلى الملهى وقفت مرغريت أمام حانوت جوهري ونظرت إلى أساور من ذهب وماس وقالت لي: ما ثمن هذه الحلية؟
فقلت إنها تساوي أربعين جنيهاً!
فقالت: إن مثل هذه الأشياء جعلت للأغنياء ولا أدري لم لم يجعلني الله من عبادهم. . . ونظرت غلى دمعة تترقرق في مآقي عينيها. فكدت أبكي لها ولنفسي. وفجأة طرقت رأسي فكرة القمار في سباق الخيل، وفكرة الجواد السابق، ولكن أين لي المال لأراهن عليه؟. . . ولكن المال كثير في خزانة المحل وأنا الأمين عليه. وما دام الكسب مضموناً مع هذا الجواد، فلم لا أمد يدي إلى ألفي فرنك أرمي بها في سوق القمار ثم أربح وأعيدها إلى مكانها الأول واحفظ الربح لنفسي؟ هذا خير رأي، وأصوب فكر. ولكن ما العمل إذا خسرت؟ قلت ذلك لنفسي. ونظرت نظرة غضبى إلى مرغريت وهي عالقة بذراعي. ولكن احمد الله فإنها كانت ملتفتة إلى ناحية أخرى تنظر إلى معروضات المخازن. إذ لو رأت نظرتي لارتاعت ذعراً. . إذا خسرت؟ نعم إذا خسرت لا شيء غير أن يجيء رجل أو اثنان من الشرطة فيقبضان علي باسم القانون، وأجلس محني الظهر على مقعد المتهمين في محكمة الجنايات، ثم أفضي بعد ذلك جزءاً غير قصير من عمري في غياهب السجن، ذلك إذا خسرت؟ ولكن أكون بعملي هذا قد قدمت إلى مرغريت برهاناً قويا ودليلاً قاطعاً على حبي لها؟ وربما أحبتني إذ ذاك لعلمها أني أتيت ما أتيت مرضاة لها.
ولكن لماذا هذا الخلط في الحديث فالساعة أزفت. ولا فائدة من أن أُثقل على قارئ هذه الصفحات بتفاصيل ما ارتكبت ولم أقص عليه كيف ارتكبت السرقة، ولا كيف وقفت