للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الله بن عمر، لمن لامه على ترك مؤازرة ابن الزبير في دعوته إلى الإصلاح: أرأيت بغلات معاوية الشهب اللائي يحج عليهن؟

قال: نعم. قال: ذلك ما يريد ابن الزبير!

إنهم يئسوا منكم ومن دينكم، فأروهم أنكم معنّيون بهم، وأن دينكم لا يرضى ما هم فيه، إن الإسلام دين العدالة، دين المساواة، دين الخير، أفيرضى أن يستعبد بعض الناس بعضاً في قرن العشرين الميلادي، وقد أنكر ذلك عمر في القرن الأول الهجري؟

فلماذا لا تأتونهم بحق الإسلام، لتخلصوهم به من باطل الشيوعية؟

أما والله إذا صار هذا البلد (لا سمح الله ولن يسمح) شيوعياً فأنتم يا أيها العقلاء، ويا قادة الرأي، المذنبون، لا العامة ولا الدهماء ولا الأغرار من الشباب!

وخامسها: سؤال المصريين جميعاً، ألم يروا هؤلاء الأجانب، أصحاب المتاجر والمعامل والمصارف لم تمتد يد منهم بقرش لرد هذا الوباء، ومساعدة المنكوبين به، ورفع البيوت التي هدمها، وإطعام الأطفال التي يتمها، والنساء اللاتي إيّمها؟ ألم يأن لهم أن يتنبهوا إلى أنهم أحق بخيرات بلادهم؟ لا النهب والسلب والثورة أخذ المال من أصحابه، لا ما ذلك أردت، ولا يريد هذا عاقل، بل بأن تطرحوا عنكم ثوب الكسل، وتشمروا عن ساق العمل، وتنزلوا للميدان؛ وتتعلموا حب المال، والرغبة في الأسفار، وتتقنوا فن الاقتصاد، وصيد الدراهم، والتعاون على الكسب. بذلك تخلص إخوانكم الشاميين من سيطرة الأجانب، وأنقذوا بلادهم منهم، ثم ذهبوا فغزوهم في بلادهم، وانتزعوا أموالهم من أكفهم، وزاحموهم، في مانشستر ونيويورك وبوينس أيرس والكونغو وبومباي وطوكيو، وكل بلد في الدنيا، ما خلت مدينة من تجار الشام.

إن بعض العراقيين يقولون مازحين: إن الشاميين يهود العرب!

يهود العرب. . . طيب والله!. . . وهل تقاوم اليهود إلا بهذا؟ بارك الله في تجار الشام - وإن كن (أشهد الله) أكرههم، لما رأيت من طمعهم وجشع نفوسهم. وأتمنى أن أشد أصابعي على أغنياء الحرب منهم، ولكن الحق أحق أن يقال، ولا تنجح أمة إلا بأمثال هؤلاء التجار.

هؤلاء الذين يشيدون مجدها، ويثبتون بناءها، ويحفظون مالها. فمتى يكون المصريون مثل

<<  <  ج:
ص:  >  >>