الرمز عبارة عن علامة تعني شيئاً ما. فالدوائر الثلاث المتداخلة معناها التضامن أو التعاون. والبولدوج رمز للمتانة أو التشبث. كما أن الأسد رمز للشجاعة والإقدام. والثعلب رمز للمكر والدهاء. وهذا قليل من كثير لا حصر له ولا عد. وثمة شيء غريب آخر عن الرموز، هو أنها تحرك العواطف وتستفز الشعور على الفور بأسرع ما يمكن. يقول الشارع أو الناثر أو الخطيب (زمجر كالأسد). كم يكون وقع هذه الجملة في السامع! وكم تكون حيويتها وتأثيرها! أليست أشد وقعاً في النفس مما لو قال (زمجر عالياً!). . . ومن ذا الذي لا تهزه الأريحية ولا تأخذه النخوة عند سماع النشيد القومي أو السلام الملكي!
ثم أليس هناك آلاف ممن جندوا أنفسهم واستعدوا للدخول في غمار المهالك، واستنفاد آخر قطرة من دمائهم من أجل حقوق قطعة من قماش مصبوغة باللون الأخضر ومرسوم عليها هلال وثلاثة أنجم؟ لا لأنها تقوم على نصرة المملكة المصرية فحسب، ولكن لأنها رمز يحرك العواطف ويذكيها حماسة.
وعلى ذلك يمكننا أن نرى أن الرمز ليس إلا مؤثراً آلياً أو ميكانيكياً في الأحلام لا يقدّر بثمن، لأنه يحرك العاطفة لسعادة جسمية.
أما رموز الأحلام فهي غالباً ما تكون سرية (أو خاصة بالحالم ذاته) ومن ثم فإنك، أنت نفسك، عندما تستيقظ من النوم، ولا تفهم شيئاً من معاني ما رأيت في حلمك.
دراسة الأحلام:
إن الرموز التي أسلفنا القول فيها هي في الواقع معروفة وليس هناك من يجهلها. ولكن لرموز الأحلام ميزة الخصوصية والسرية. فمن ذا الذي يعرف تلك الرموز؟
الخبرة في تحليل الحلم تعرفنا بالقليل من معاني الرموز، ولكن أفضل طريقة لدراستها هي دراسة الحالم. والطريقة المتبعة في ذلك من السهولة بمكان، وهي أن تستقصي ما يذكر بالأشياء. مثال ذلك أني حلمت بامرأة ذات أسمال بالية تقوم بعمل أشياء مختلفة، فتساءلت عما يذكرنيه امرأة ذات ثوب خلق. وذكرت أني منذ سنين قليلة كنت في حفلة رقص تنكرية حيث كانت فتاة ترتدي ثوباً خلقاً ممثلة الفاقة. فكان من الواضح إذن أن الفتاة التي رأيتها في الحلم تعني الفاقة. بيد أني لم أحلم بالفاقة، لأن هذا قد لا أستسيغه فيزعجني