ويوقظني من النوم. فيتكرم (الرقيب) مشكوراً ويريني تلك الفتاة الجميلة، الرشيقة، بهيئة مريضة، ليستدرجني في دروبه كيف شاء له الهوى تاركا إياي أغط في نوم عميق مريح.
ولنأت بحلم رمزي بسيط:
كان الحالم طفلا في الثامنة من عمره. رأى أن كلباً وقطاً يتشاجران. كان الكلب أسمر اللون، وكان القط أحمر اللون. ورأى فجأة أن الكلب والقط قد دخل كلاهما في الآخر وتكون منهما حيوان فرد فيه شبه من القط، وفيه شبه من الكلب، فاستيقظ من نومه باسماً. ولما سئل عن أقرب شجار شاهده أمامه كانت النتيجة أن أمه وأباه كانا يتشاجران دائماً شجار الكلاب والقطط. وفي ذلك اليوم على الأخص كان عراكهما فظيعاً. وكانت هذه آخر معركة رآها قل ان يرى في الحلم كلباً وقطاً يتشاجران. . .
لقد كان أبوه أسمر اللون، وكانت أمه شقراء. فمن الواضح أن الكلب كان أباه، وكانت القطة أمه. ولقد كان انزعاجه من رؤية حيوانين يتشاجران لا يقاس بجانب انزعاجه من عراك والديه. إنه يريد أن يقف عراكهما عند حد، وأن يتصافيا، لأنه تصورهما وقد امتزجا معاً وصارا واحدة. وإن هذا ليسره فيستيقظ باسماً. وهكذا نرى أن تفسير الحلم بسيط غاية البساطة. ولكني أرجو أن تدرك تماماً أيها القارئ العزيز أن الحلم لا يوضح ولا يشير إلى ما سوف يفعله أناسه أو ما قد يفعلونه، ولكنه يبين ما يفكر الطفل فيه. بيد أن هناك ما هو جدير بكل اعتبار ألا وهو أنه ما من حلم إلا ويبين اتجاه الحالم نفسه لا اتجاه أحد غيره. وعلى كل من اشتغل بدراسة الأحلام أن يذكر أن هذه النقطة من الأهمية بمكان.
وبما أنه لا يجود للان أي حلم يبين بوضوح لأي شخص تركيباً آليا، بل تراكيب من مختلف الأساليب، فإننا نخطو إلى أحلام أكثر تعقيداً. وقبل أن نقدم على هذا، علينا أن نتعرف السبب الذي يجعل الأحلام أو فيها شيء من التعقيد. ذلك لأنها ذات تحريم جنسي.
التحريمات الجنسية:
لقد هاجم رجال الدين فرويد بسبب اعتماد على الجنس. فرد عليهم مازحاً، ولكنه أظهر الناس على بعض الحقائق السافرة وأظهر بالتحليل تسلط الجنس على النفس الداخلية، وأزال كثيراً من أوهام المتصوفين.