على أن فرويد لم يقل أن كل الأحلام جنسية، أو إنها يجب أن تكون جنسية، وكل ما في الأمر أنه دون في بيانات صحيحة وأن السواد الأعظم ذو طبيعة جنسية. وقبلما نحاول تحريم أو نبذ هذه النظرية التي تحاول الكشف عن الطبيعة الجنسية في الناس يستحسن أن نرفع النقاب عن المعلومات الجنسية. ولنكن صرحاء للغاية القصوى بدل أن نخفي أنفسنا على طريقة النعامة، إذ نضع رؤوسنا في رمال الزمن المرتحل.
إن البيولوجيا تبين بوضوح وجلاء أن هدف الحياة ما هو إلا حفظ الحياة والتكاثر فيها. فبدون النشاط الجنسي، وبدون الحافز للحياة، يموت كل شيء، ولا يبقى شيء.
وإذا كان هذا هو أهم شيء في العالم، وهو بالفعل كذلك، فلم ندعى أنه يقوم بدور بسيط تافه لا يعتد به في ذواتنا الفيزيقية؟
إن الحقائق الجنسية أصعب من أن تواجه في حالة طبيعية. فهي اختيار قاس. ولا داعي لبيان أهمية الجنس ولا للتعريف بأنه أعظم شيء في الحياة، إذ أن كثيراً من العقول المفكرة قد أقامت البرهان القاطع على أنها نواة كل سلوك.