خلف الله فرية واختلاقاً، فالفخر يجعل اسم الإشارة راجعاً إلى السورة، يعنى سورة هود، ويجعل الحق الذي فيها هو الدلائل الدالة على التوحيد، ولعل عند الأستاذ خلف الله، أو الذي كان يشرف معه على رسالته نسخة خطية خاصة من كتاب الفخر الرازي عملت لهما فقط وخط لهما فيها ما يشاءان؟ ما هذا يا أستاذ؟ وما هذه الخيانة في العلم؟!
ومثال البتر في النقل ما قاله الأستاذ خلف الله في نفس الصفحة إذ نقل قول الفخر الرازي عند تفسير قوله تعالى (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعمله ولما يأتهم تأويله) الأول أنهم كلما سمعوا شيئاً من القصص قالوا ليس في هذا الكتاب إلا أساطير الأولين ولم يعرفوا أن المقصود منها ليس هو نفس الحكاية بل أمور أخرى مغايرة لها).
والفخر الرازي قال ذلك ولكنه أتم كلامه فقال في شرح تلك الأمور (فأولها بيان قدرة الله تعالى على التصرف في هذا العالم. وثانيهما أنها تدل على العبرة. . . وثالثهما أنه (ص) لما ذكر قصص الأولين من غير تحريف ولا تغيير مع أنه لم يتعلم ولم يتتلمذ دل ذلك على أنه بوحي من الله. . . الخ.
فكلام الرازي صريح في أن القرآن لا يذكر القصة لأنه كتاب تاريخ بل يذكرها لما في ذكرها من الفوائد التي ذكرها وكلام الفخر الرازي صريح في أن القرآن لم يحرف في القصص ولم يغير وكان ذلك دليلا على أنه بوحي من الله.
أما دعوى الأستاذ خلف الله فهي أن القصص القرآني لا يتشبث بالواقع وإذن فلا بد له من التدليس في النقل ليتوهم القارئ أن الكلام الذي يقوله الأستاذ خلف الله أصلا في كلام السابقين صارت الصفات التي يتمتع بها الأستاذ خلف الله في مقاليه في الرسالة ثلاث صفات الجهل والكذب والخيانة.
وإذا كان للكانون عند العرب ثلاث أثافي فإن كانون الأستاذ خلف الله له أربع أثافي تلك الثلاث التي مضت وسنرميه بالرابعة.
ولقد كان يمكننا أن نرميه بها بادئ ذي بدء بعد أن حصلنا على ما حصلنا عليه ولكنا آثرنا أن تقدم بين يدي ذلك جهله وكذبه وخيانته، ثم نقيم عليه الحجة والدعوى معاً.
لقد وقعت الرسالة في أيدينا وقرأناها كما قرأها سوانا ولكم الويل مما تصفون. لكم الويل فانتظروه في الأعداد القوادم وفي ساحات القضاء.