للأمانة العلمية فهو يكذب في النقل أو يبتر المنقول ولا يتمه بل يخفي منه ما يبين المراد تمويهاً للحقيقة وإلباساً على الناس.
لقد قال في ص١١٢٢ من مجلة (الرسالة) الغراء: ويؤكد الرازي هذا المر في مناسبات أخرى حين يجعل أحياناً كلمة (بالحق) التي ترد كثيراً في القرآن بعد القصص وصفاً لما في القصة من توجيهات دينية فهو مثلا يقول عند تفسيره لقوله تعالى: (وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين) ما يأتي: (أما الحق فهو إشارة إلى البراهين الدالة على التوحيد والعدل والنبوة).
وإني ناقل عبارة الفخر الرازي بنصها شاهداً على تدليس الأستاذ محمد خلف اله فيما ينقل من عبارات العلماء قال الفخر قوله تعالى:(وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين) اعلم أنه تعالى لما ذكر القصص الكثيرة في هذه السورة ذكر في هذه الآية نوعين من الفائدة أولهما تثبيت الفؤاد على أداء الرسالة وعلى الصبر واحتمال الأذى، وذلك أن الإنسان إذا ابتلي بمحنة وبلية، فإذا رأى له فيه مشاركا خف ذلك على قلبه كما يقال المصيبة إذا عمت خفت، فإذا سمع الرسول هذه القصص وعلم أن حال جميع الأنبياء صلوات الله عليهم مع أتباعهم هكذا سهل عليه تتحمل الأذى من قومه وأمكنه الصبر عليه. والفائدة الثانية قوله: وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين. وفي قوله (في هذه) وجوه أحدها في هذه السورة. وثانيهما في هذه الآية. وثالثها في هذه الدنيا، وهذا بعيد غير لائق بهذا الموضع، واعلم أنه لا يلزم من تخصيص هذه السورة بمجيء الحق فيها أن يكون حال سائر السور بخلاف ذلك لاحتمال أن يكون الحق المذكور في هذه السورة أكمل حالا مما ذكر في سائر السور، ولو لم يكن فيها إلا قوله تعالى فاستقم كما أمرت لكان الأمر كما ذكرنا، ثم إنه تعالى بين أنه جاء في هذه السورة أمور ثلاثة: الحق والموعظة والذكرى.
أما الحق، فهو إشارة إلى البراهين الدالة على التوحيد والعدل والنبوة؛ وأما الذكرى فهي إشارة إلى الإرشاد إلى الأعمال الباقية الصالحة؛ وأما الموعظة فهي إشارة إلى التنفير عن الدنيا. . . اهـ.
فالفخر الرازي ليس فيه شيء مطلقاً لا من قريب ولا من بعيد مما نسبه إليه الأستاذ محمد