من أنباء الباكستان، الدولة الإسلامية الجديدة في الهند، أن الرجال المسئولين والهيئات الثقافية هناك قد أخذت تهتم بتعليم اللغة العربية وتوسيع الدائرة في دراستها نظراً لما يقتضيه وضع الباكستان الجديد من توطيد الصلات بالعالم الإسلامي.
واللغة العربية لا شك دعامة قوية في بناء الجنسية الإسلامية فما ربط المسلمين ولا أمسك بوحدتهم وبقوميتهم على طول السنين وعلى رغم الحوادث والكوارث مثل اللغة العربية التي توحدت في كتاب الله عز وجل كما توحدت في مظاهر العبادة الإسلامية وأدائها، وليس هناك ما يبعث الروعة ويهز المشاعر مثل نداء المسلمين جميعاً وهم يدخلون الصلاة هاتفين: الله أكبر.
والمسلمون في الهند أهل غيرة على دينهم، وهم معرفون من قديم بمواقفهم المشهورة في جانب الوحدة الإسلامية ولا أظن أن هناك من يجهل جهاد المغفور له محمد علي وشقيقه شوكت علي، ولا أظن أن هناك من يجهل جهاد الهنود المسلمين للإبقاء على الخلافة الإسلامية حتى تكون تاجاً للوحدة ودعامة من دعائمها.
فهذا الاتجاه الذي تتجه إليه الباكستان اليوم، وهي في أول عهدها بالوضع الجديد، مما يدعو إلى توطيد صلتها بالعالم الإسلامي، والواجب على الجامعة العربية أن تشجع فيها هذا الاتجاه، وواجب على مصر خاصة أن تساعدها في هذا، وأن تمدها بالمدرسين للغة العربية، وإنه لأل ما يجب على مصر في هذا السبيل.
حيا الله (الباكستان) في عهدها الجديد ووقاها شر الدسائس الاستعمارية، وصانها مما يحيطها من الزلازل والقلاقل.