للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لقد كنت أعتقد أن غناء أم كلثوم لهذه القطعة من نهج البردة إنما هو لإثارة عواطف الشعب بهذا المعنى لمناسبة ما هو قائم اليوم بيننا وبين الإنجليز وكنت أعتقد أن الجارم سيعمد إلى الكشف عن هذه الحقيقة، ولكنه لم يحوم على ذلك أبداً، ولست أدري إذن لأية مناسبة كان اختيار هذه القطعة وتلحينها وغنائها وشرحها ذلك الشرح الجارمي.

البصائر للتوحيدي:

أبو حيان التوحيدي شيخ من شيوخ الأدب العربي، فهو تلميذ الجاحظ غير مدافع، من بحره اغترف، وفي طريقه درج، ولكنه في آخر حياته ضاق بالناس وبالدنيا لطول ما لقي من عنت الناس وقسوة الحياة، فجمع كل مؤلفاته وقدمها طعمة للنار، حتى لا تكون وشيجة بينه وبين الناس بعد مماته، وحتى يريح عظامه في القبر من جهل العيابين كما قال. .

ولكن المنقبون من العلماء عثروا على مخطوطات لبعض مؤلفات هذا الأديب الثائر فعمدوا إلى تحقيقها ونشرها، فمن قبل أخرجت له مطبعة بولاق كتاب (الصداقة والصديق) كما طبعت له رسالة صغيرة في (العلوم) ثم نشر الأستاذ حسن السندوبي له كتاب (المقابسات) وهو من أمتع مؤلفاته، ومنذ أعوام أخرج الأستاذ أحمد أمين بك والأستاذ الشاعر أحمد الزين كتاب (الإمتاع والمؤانسة) مصححاً محققاً، وقد حدثني الأستاذ أحمد الزين منذ سنوات أنه أعد العدة مع الأستاذ أحمد أمين لنشر كتاب (بصائر القدماء وسرائر الحكماء) للتوحيدي، وأنهما جمعا له كل ما يمكن من الأصول، وبذلا لتحقيقه وتصحيحه غاية الجهد حتى يخرج على أتم ما يكون. .

أقول هذا بمناسبة ما جاء أخيراً في بريد سورية من أن الأستاذ إبراهيم الكيلاني قد قدم الكتاب للطبع بعد أن حققه وعلق عليه، فلعل الأستاذ الكيلاني - ما دام لم يمض في الطبع - يرجع إلى الأستاذ أحمد أمين فيما حقق من أصول هذا الكتاب وجمع من مصادره ومخطوطاته ولا بأس أن يكون الجهد مشتركاً حتى يخرج الكتاب كاملاً في التصحيح والتحقيق، ولا معنى لأن يطبع الكتاب طبعة في الشام وأخرى في مصر وتكون كل منهما تكمل الأخرى.

اللغة العربية والجنسية الإسلامية:

<<  <  ج:
ص:  >  >>