والقبر لأمير أسمه ميرزا عزيز كموكل تاش (الأخ من الرضاع) وهو أخو السلطان جلال الدين أكبر من الرضاع، وأبن أتكاخان أحد وزراء أكبر.
وتسمى هذه السقيفة الرواق ذا الأربعة والستين عموداً (جونسته كهمبا).
ولما خرجت من هذه السقيفة أبصرت أمامها على الطريق قبوراً فأشار دليلنا إلى واحد منها أخذت الحوادث من أحجاره وتراكم حوله غبار العصور فتأملت كتابة عليه فإذا هي:
رشك عرفي وفخر طالب مرد ... اسد الله خان غالب مرد
١٢٨٥
قلت: قبر الشاعر؟ قيل نعم. ومعنى البيت: مات غيره (عرفي) وفخر طالب. مات أسد الله خان غالب أي مات الذي يحسده عرفي ويفخر به طالب الخ.
فأما عرفي فهو الشاعر الفارسي عرفي الشيرازي من كبار شعراء الفارسية. رحل إلى الهند وأتصل بجلال الدين أكبر وعاش هناك حتى أدركته الوفاة في لاهور سنة ٩٩٩ وهو في السادسة والثلاثين من عمره.
وكنت في لاهور في شهر نيسان الماضي (أبريل) وكان بها الصديق العالم الأديب علي أصغر حكمت وزير المعارف في ايران قبلا. فقال يوماً في أحاديثه إن عرفي شيرازي وأنا شيرازي وقد مات هنا. وضحك. قلت يطيل الله عمرك، ويقيك كل سوء.
وأما طالب فهو شاعر فارسي أخر من شعراء الفرس الذين رحلوا إلى الهند وأتصل بجلال الدين أكبر وأبنه جهانكير من بعده فحظى عندهما، وذاع صيته ولقب (ملك الشعراء) وتوفي سنة ١٠٣٥ في كشمير بعد أن جاوز المائة من عمره.
وأسد الله غالب هذا له شأن في الأدب الأردى، إلى مكانته في الأدب الفارسي. ولا بد من وقفة على قبر هذا الشاعر الذي زرته على غير قصد. وكان عليّ أن أسأل عنه، وأسعى إليه، أقضى حقه بوقفة:
وقفة في العقيق نطرح ثقلاً من دموع بوقفة في العقيق: هو نجم الدولة، دبير الملك ميرزا اسد الله خان.
وغالب لقبه الشعري المعروف في الأدب الفارسي بالتخلص. وأصله من تركستان كأمير خسرو الذي ذكرناه من قبل قدم جده إلى الهند في عهد شاه عالم (١١٧٣ - ١٢٠٢) ورحل