أبوه عبد الله من دهلي إلى لكنهو ثم حيدر آباد.
وتقلبت به أمور حتى قتل في إحدى الحروب. وأسد طفل في الخامسة من عمره. وقد كفل اليتيم عمه نصر الله بك خان. ولما بلغ التاسعة توفى عمه، فرتب له ملك دهلي إذ ذاك رزقاً شهرياً. ثم ترعرع وتقلبت به الغير، وذاع صيته في الشعر ونال جوائز الأمراء وأرزاقهم حتى رجع إلى دهلي وأجريت عليه وظيفة. وأستقر هناك حتى أدركه الموت سنة ١٢٨٦ هـ (١٨٦٩م) بعد زوال الدولة الإسلامية من الهند.
وكان غالب رضى الخلق، حسن الفكاهة محسناً إلى أصحابه وتلاميذه، ولكنه كان قلقاً لا يصبر على الاحداث.
ولغالب مذهب في الشعر أنيق دقيق يحتفل فيه بالمعنى واللفظ وله في الفارسية ديوان وثمانية مؤلفات بين نظم ونثر وله ديوان باللغة الاردية كذلك وبضعة مؤلفات منظومة ومنثورة.
وقد عنى الناس بديوانه الأردى كثيراً إذ كان الشاعر على قرب زمانه من أوائل المجيدين في هذا اللسان. وقد شرح ديوانه هذا ثماني مرات. وهو بعيد الغور فيه كثير من دقائق الصوفية.
وطبع الديوان في ألمانيا طبعة مصورة جميلة بيعت النسخة منها بخمسة وثلاثين جنيهاً. ثم أعيدت هذه الطبعة في حيدر آباد فبيعت النسخة بخمسة جنيهات. وأعيدت مرة أخرى فرخص ثمنها قليلا. وللديوان طبعات أخرى رخيصة.
وقد نشرت منذ سنين ترجمة غالب وترجمت أبياتاً متفرقة من شعره، منها:
أرى شبك الأمواج في كل لجة ... بأفواه وحش البحر حيك وقدرا
فماذا تلاقى قطرة الماء من ردى ... إلى أن ترى في لجة الماء جوهرا
وهو يشير إلى أن الكمال لا يتاح الا بعد نصب ومقاساة أهوال ومن شعره:
وكنا ببرق الطور لو أنه ... على قدر الأقداح أعطيت الخمر
ويقول في مضي العمر سريعاً:
أسوم جواد العمر ريثاً وما له ... ركاب برجلي أو عنان بأنملى
ونرى في طبعة برلين مع هذا البيت صورة فرس ينهب الأرض عدواً عليه فارس مشدوه