الشيخ إلى الصفحات من ٢٨٠ - ٢٨٢ من الجزء الأول ليعرف أن الأستاذ الأمام قد فسر قصة آدم من سورة البقرة على أنها قصة تمثيلية.
على أنا نستطيع أن نضع بين يدي الشيخ هذا النص القاطع الذي لا يحتمل شكا في أن مذهب الأستاذ الأمام هو هذا.
جاء في المنار ج٢ص٣٩٩ الطبعة الأولى ما نصه [ومن البديهي أن ذكر القصة في القرآن لا يقتضي أن يكون كل ما يحكى فيها عن الناس منه كما أن نسبة الكفر إلى سليمان في القرآن ولو لم يكن ذكرها في سياق النفي.
قال الأستاذ الأمام ما مثله. بينا غير مرة أن القصص جاءت في القرآن لأجل الموعظة والاعتبار لا لبيان التاريخ ولا للحمل على الاعتقاد بجزئيات الأخبار عند الغابرين وإنه ليحكي من عقائدهم الحق والباطل ومن تقاليدهم الصادق والكاذب ومن عاداتهم النافع والضار لأجل الموعظة والاعتبار فحكاية القرآن لا تعدو موضع العبرة ولا تتجاوز مواطن الهداية ولا بد أن يأتي في العبارة أو السياق وأسلوب النظم ما يدل على استحسان الحسن واستهجان القبيح.
وقد يأتي في الحكاية بالتعبيرات المستعملة عند المخاطبين أو المحكى عنهم وأن لم تكن صحيحة في نفسها كقوله (كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) وكقوله (بلغ مطلع الشمس) وهذا الأسلوب مألوف فأننا نرى كثيراً من كتاب العربية وكتاب الإفرنج يذكرون آلهة الخير والشر في خطبهم ومقالاتهم لا سيما في سياق كلامهم عم اليونان والمصريين القدماء ولا يعتقد أحد منهم شيئاً من تلك الخرافات الوثنية.
ويقول أهل السواحل غربت الشمس أو سقط قرص الشمس في البحر أو في الماء ولا يعتقدون ذلك وإنما يعبرون به عن المرئى]. أنتهى بنصه من حديثه عن قصة هاروت وماروت وبعد أفلا يرى الشيخ أن الأستاذ الأمام وأن الشيخ رشيد رضا يذهبان إلى أن كل ما ذكر في القصص القرآني لا يلزم أن يكون صحيحاً لأنه ذكر في القرآن بل يكون غير صحيح وانما ذكره القرآن وهو يعتقد بعدم صحته لأن ذلك هو الاسلوب العادي في التخاطب وهو الذي يجري عليه الأدباء.
على أني أستطيع أن أذهب مع الشيخ إلى أبعد من هذا فأقول له إن الأستاذ الإمام يفضل