للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التنوخي

تذكير:

أنا لم أكن أرى مواصلة الرد على ما جاء في الرسالة (الفن القصصي في القرآن) لأن الرد على هذا الطالب يوهمه أن في رسالته علما وأنه أهل لأن يكلم بكلام العلماء، ويجرئ غيره من طلاب الجامعة على ابتغاء الشهرة قبل أوانها بحماقة أخرى مثل هذه. .

ولكن ما دام قد ورد عليه جماعة من أهل الفضل فإني أذكرهم بأمرين ما أنتبه لهما واحد منهم.

أولهما: أن هذا الطالب لم يبتكر هذا الذي جاء به في رسالته وعقدها عليه، بل نقله عن سان كلير المبشر من كتابه الذي وضعه لتكذيب القرآن، وسماه (مصادر الإسلام) وهو مترجم إلى العربية ومطبوع، وفي رسالة الطالب نقل منه وعزو إليه كثير.

وثانيهما: أن هذا القول يمس جوهر الشريعة، لأن أدلة الشرع منها ما هو متفق عليه، وهو الكتاب والسنة والقياس (ولا عبرة بخلاف الظاهرية فيه) والإجماع، ومنها ما هو مختلف فيه (وهو معتبر في الدين كل حال) كالاستحسان والمصالح المرسلة وشرع من قبلنا، وعلى ذلك يكون ما حكاه الله (في قصص القرآن) من شرائع من قبلنا شرعاً لنا، ويكون ما جاء في كتاب المبشر وفي رسالة الطالب، هدماً لهذا الأصل من أصول الدين، ولما بنى عليه من أحكام فقيهة، في المذهب الذي هو مذهب القضاء والفتوى في مصر.

علي الطنطاوي

العجول والأناسي:

حضرة العلامة صاحب الرسالة

أرجو أن تضيفوا إلى إمضاء (الخفيف) كاتب المقال بهذا العنوان، لأني مشاطره في تأثره وانفعاله من تصرف البهيم الذي كان يسوق بهائم هي أرأف منه وأعطف. وأني لشريكة أيضاً في الأسى والأسف لبؤس الغلمان الذين كان النفر الشرطي يقودهم كالأغنام ويجلدهم.

مثل هذه القسوة الفظيعة على البهائم نراها كل يوم في شوارع العاصمة حتى في أهم

<<  <  ج:
ص:  >  >>