للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فلسطين لأهلها المقيمين فيها من قبل مرسى إلى اليوم. وقد غيروا ديانتهم من يهود إلى مسيحيين ثم إلى مسلمين حسب تقلبات الحوادث التاريخية والسياسية الخ. هذا كان فحوى المقالة.

ومضت أشهر ولم أر المقالة في المجلة فذهبت إلى إدارة المجلة عاتباً. ولكن سكرتير التحرير قابلني بأنه لا يدري سبب عدم نشرها. وصاحب المجلة كان وتغيباً فلم أتصل به فقلت: هاتها. فتبرم وقال لا أدري إن كنت أجدها.

فبحثنا بين أوراق التحرير. ومن حسن الحظ وجدناها ثم أرستها إلى مجلة أخرى رائجة. ومضت الشهور ولم تنشر فكتبت إلى إدارة التحرير مطالباً بها. ولم أحصل على جواب ففهمت أنها ذهبت في سلة المهملات. ثم علمت أنها لا تنشر لأنها ضد مصلحة اليهود الذين ينشرون إعلانات في المجلة.

ومنذ عهد غير بعيد كتب أديب لإحدى الجرائد اليومية بضعة عشر سطراً يطلب من اليهود الذين في مصر أن يعلنوا شجبهم للصهيونية وبراءتهم منها قولاً وعملاً وأن هذا الشجب من مصلحتهم ما داموا مواطنين لأكثرية ساخطة على الصهيونية فلم تنشر الجريدة هذه النبذة. ولما عاتب ذلك الكاتب رئيس تحريرها قال أن هذه النبذة صعبة ملعونة يعني أنها شبه تهديد لليهود. وهو لا يريد من جريدته لئلا يحرموها إعلاناتهم. فترى أن الجرائد تحت رحمة يهود البلاد بسبب إعلاناتهم.

هذا قليل جداً من كثير جداً من الأخبار المشينة المؤلمة عن سيطرة اليهود في مصر على بعض الجرائد الرائجة والمجلات المنتشرة.

فلماذا نلوم الصحف الأميركية إذا أذعنت لليهود بعدم نشر شيء من مصلحة العرب ولا سيما لأن قضية العرب ليست قضية الأمريكان ولا تهم الشعب الأميركي. ولماذا لا نلوم الصحف العربية التي تراعي خاطر اليهود في قضية العرب والقضية قضيتهم فبالله أهكذا تخدم الصحف العربية شعبها وعروبة قرائها؟ تخدم مصالح اليهود، واليهود يتذرعون بكل وسيلة لامتصاص مالية البلاد العربية والسيطرة على سياستها إلى غير ذلك مما هو معلوم.

لا نجهل أن الصحف في كل العالم تعيش على الإعلانات. وإيراد الإعلانات يعيش على رواج الجرائد، ورواج الجرائد يعيش على إقبال القراء عليها، وهذا الإقبال هو ثمرة جهاد

<<  <  ج:
ص:  >  >>