للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المحررين وإدارة أصحاب الصحف وجهاد عمالها، ومتى تزايد عدد الفراء أو النسخ التي تطبع ارتفعت أجور الإعلانات، وهذه الإيرادات الأخيرة من الإعلانات تستغلها شركة الإعلانات اليهودية التي تتوسط بين المعلنين والجرائد.

لا نجهل هذا، ولكن لا نفهم لماذا تكون الوساطة بين المعلنين والجرائد في يد شركة يهودية تتحكم بالجرائد وأصحابها وأقلامها وعمالها وقرائها أيضاً فلا تسمح بنشر شيء ضد مصلحة الصهيونية أو ليس من مصلحة اليهود. وأصبحت الصحف والأقلام العربية مسخرة لليهود. هذه عبودية لا تطاق، واستخذاء عربي لليهود لا يكاد يصدق.

ولا ندري لماذا لا تكون الشركة الوسيطة بين المعلنين والصحف وطنية بحتة وتكون مكاسبها لمساهمين وطنيين ويكون الكتاب أحراراً فيما يكتبون لمصلحة بلادهم وإخوانهم العرب.

ترى هل فطن الصحفيون لهذا الضرر العظيم من جراء استلام اليهود لزمام الصحافة في البلاد يسيرونها على هواهم؟ أم أنهم فطنوا ولا يبالون؟ ألا يبالون أن يكون مصير القضية العربية وجميع القضايا المخالفة لمصالح اليهود الصهيونيين الخيبة؟

أم أنهم لا يبالون بالمصاب إلا إن وقع، ولا يبادرن إلى تدارك الخطر، ألا متى أبرق وأرعد، وحينذاك لا حين تداركه.

من المدهشات أن يتولى أمر الدعايات بالإعلانات والمقالات والأخبار في الصحافة العربية لأجل القضية الفلسطينية يهود هم أعداء العروبة الألداء.

أما وجد بين العرب أناس لهم ذكاء اليهود وماليته كمالية اليهود وحيلة كحيلة اليهود لكي يحلوا محل اليهود في هذه السيطرة على أقلام كتابنا وصحافتنا وإدارة الدعاية عندنا.

لماذا لا ينبري أناس ممن يفهمون فن الدعاية ويؤلفون شركة كبرى لتولي هذا العمل المنتج أي الوساطة بين المعلنين والجرائد، ثم تنازع الشركة اليهودية هذا العمل؟ وحينئذ على جميع جرائدنا أن تتحول من الشركة اليهودية إلى الشركة الوطنية المصرية الخالصة.

لا بد أن يتسرع بعض القراء إلى الاعتراض على هذا المشروع الوطني بأنه إذا برز إلى حيز الفعل انقطع اليهود عن الإعلان في الجرائد بواسطة هذه الشركة الوطنية. فلينقطعوا إذا كانت الجرائد لا تقبل وساطة الشركة اليهودية بتاتاً ولا تقبل إلا وساطة الشركة

<<  <  ج:
ص:  >  >>