الأهليين مليونين وأربعمائة وأربعين ألف جنيه كما أثبت ذلك أحمد خيري بك في مقال له بمجلة الصناعة. . .
وبعد مضي زمن قصير، تآكلت بعض الأجزاء خلف الخزان، بفعل المياه، فأنشئ له فرش خلفي سنة خمس وتسعمائة وألف ثم سنة ست وتسعمائة وألف كذلك، وبلغت تكاليف ذلك مائتين وثلاثة وثمانين ألف جنيه. .!!
وبهذا أصبح السد قوي الدعائم، وطيد الأركان، وظل يؤدي رسالته في البلاد نماء، وخصباً، ويبعث فيها الحياة والنضرة والنعيم، ويفيض عليها الخير والبركة، إذ استفادت البلاد من كمية البلاد المخزونة عظيم الفائدة، وانتفعت بها جليل النفع.
وبعد بضعة أعوام من إنشاء السد، رئى تعليته خمسة أمتار، لأن تصرف النيل الطبيعي مدة الصيف، مضافاً إليه كمية المياه المخزونة، لا تكفي حاجة القطر الزراعية، وبحث الموضوع من جميع نواحيه، إذ خيف أن تضر هذه التعلية ببناء الخزان نفسه، وفي ذلك ضرر ماحق وخطر عظيم. . . وانتهى البحث إلى إمكان ذلك. دون حدوث أي ضرر أو خطر، وتمت التعلية فعلاً، وسميت بالتعلية الأولى. . .
ولا جرم أن هذه التعلية أضرت إلى حد كبير ببلاد النوبة. إذ ارتفع منسوب مياه الخزان فأغرق كثيراً من المنازل، وجرف الأراضي المنخفضة نسبياً وأتلف ما بها من زروع، فقامت الحكومة للمرة الثانية بتعويض الأهليين عن هذا كله. . . وبلغت تكاليف التعلية، بما في ذلك التعويضات، مليون وخمسمائة ألف جنيه. . .
وكثر عدد السكان، وبلغ أضعافاً مضاعفة بالنسبة لما كان عليه قبل إنشاء السد، فالرخاء يمن وبركة، ودعامة من دعائم العمران، وزيادة النسل. . . وقفزت الأرقام من سبعة ملايين، وتسعة ملايين. . . إلى خمسة عشر مليوناً بعد إقامة السد بحوالي سبع وعشرين سنة!!
ولهذا اشتدت حالة البلاد إلى هذه الكميات المائية التي تذهب سدى، وتضيع هباء، فنبتت فكرة التعلية الثانية. . . بيد أن هذه الفكرة لم تلق تحبيذاً على طول الخط. بل عورضت معارضة شديدة. ونقدت نقداً لاذعاً، مما دعا الحكومة للاهتمام بأقوال الناقدين، والمحبذين على السواء. والتروي في الأمر والاستعداد له فليس الموضوع من السهولة بحيث يمر مر