الزاد الخفيف، وهو لا شك قصد حسن تشكر عليه، ولكن الخطر كل الخطر هو ما تتضمنه تلك البرامج من الأخطاء الشنيعة في التاريخ والأدب، وتحريف الوقائع والروايات، فأن ذلك يعكس القصد الذي تهدف إليه محطةالإذاعة بتقديم هذه البرامج، فتكون طريقاً إلى الجهل باسم العلم.
استمعت منذ ليال إلى برنامج قدمته المحطة عن الشاعر العالم إسماعيل حسن بن علي الطفرائي الاصبهاني، فلو أردت أن أنبه على ما وقع في ذلك من أخطاء تاريخية وتحريف للوقائع لاحتاج ذلك إلى صفحات من الرسالة.
فلعل المسئولين في محطة الإذاعة يعنون باستدراك هذا الأمر، وإذا كان ذلك مما يشق عليهم فمن السهل أن يؤلفوا لجنة علمية أدبية لمراجعة هذه البرامج حتى تخرج سليمة من كل تحريف خالية من تلك الأخطاء التي لا تحتمل. .
دعوة متهمة!!:
إنه لشيء طريف، وما أكثر الأشياء الطريفة في هذه الأيام!!
قالوا أن بعض المتخرجين في الجامعة وأساتذتها الشبان قد ألفوا من بينهم جمعية أسموها جمعية أنصار اللغة العامية! وغايتها الدعوة لهذه اللغة باعتبارها لغة الأدب القومي في مصر الحديثة. . ويبرز أعضاء هذه الجمعية دعوتهم بأن الشرق العربي يمر بالمرحلة التي مرت بها أوربا في عصر النهضة حينما تطورت اللهجات الشعبية إلى اللغات الأوربية الحديثة متفرعة كلها عن أصل واحد وهو اللغة اللاتينية!!
فاقرأ يا أخي وتحسر على هذا الثمر الذي أثمرته لنا الجامعة، وعلى هذا التفكير الذي يتحدر من وراء العقول. عقول الشباب المثقف الذي يقال إنه عماد التقدم والنهوض. .
أنا رجل لا أحب أن أخلط مسائل ونظريات الأدب بغيرها من الاتجاهات الأخرى، الاتجاهات التي تتصل بالأغراض والمآرب، ولكني أحب أسأل سؤالاً خفيفاً: لماذا ترتفع الأصوات بالدعوة إلى العامية في هذه الأيام التي ندعوا فيها للجامعة العربية وتوثيق الروابط بين أبناء العروبة وحجتنا ف يذلك أن لغتنا واحدة وتقاليدنا واحدة وقوميتنا واحدة. . .
إنني أسأل هذا السؤال، وإني لأضع يدي على شيء في هذا المجال، ولكني لا أحب أن