أصرح به، ورجائي ألا يضطرني القائمون بهذه الدعوة المريبة المتهمة إلى التصريح والإفصاح. . .
على أن أدع هذه الناحية جانباًن وأسأل أولئك (الجامعيين): ما تلك العامية التي يريدونها لغة قومية لمصر؟ وفي مصر عشرات من اللهجات العامية التي لا تلتقي في كثير من الأحيان، حتى إنه ليصعب على أبناء الوجه البحري التفاهم مع أبناء مصر العليا، ثم ماذا يصنعون في رسم الكلمات ونطق الحروف ونحن نجد مثلاً حرف (القاف) ينطقه أبناء الصعيد جيما، وأبناء بعض المديريات الشمالية (قافا) وفي بعض المديريات الأخرى (كافاً) وفي القاهرة والمدن ينطقونه (همزة)؟!
ومن يدري؟ لعل وراء هذه الدعوة دعوة أخرى، ولعل (الجامعيون) يطلعون علينا بعد ذلك بالدعوة إلى استقلال كل مديرية من مديريات مصر بعاميتها وبقوميتها. . ألم أقل لك إنه شيء طريق!!
الجامعات في سائر بلاد العالم تخرج شباباً مثقفاً مهذباً يعمل لتثقيف العقول وتنوير الأذهان والسمو بها إلى أعلى، وجامعتنا تخرج شباباً ينحدرون من أعلى إلى أسفل، ويودون بجدع الأنف أن لو استطاعوا السير في الطريق على رءوسهم وأقدامهم إلى السماء ليوجهوا إليهم الأنظار. . .
حافظ. . ومكبث:
قال صديقنا الأستاذ دريني خشبة في مقال كتبه عن شوقي والمسرح في مجلة (الكتاب).
(. . . وكان لحافظ إبراهيم بدوات يحن فيها إلى المسرح وتشف عما كان يتمناه من استطاعة النظم له. وإلا فما الذي أغراه مثلاً بترجمة تلك القطعة الرائعة من نظم شكسبير، والتي يخاطب فيها مكبث خنجره قبل أن يغتال ابن عمه دنكان، والتي يقول في مطلعها:
كأني أرى في الليل نصلا مجداً ... يطير بكلتا صفحتيه شرار
تقلبه للعين كف خفية ... ففيه خفون نارة وقرار
وهي ترجمة جيدة تدل على حسن فهم حافظ لروح شكسبير.)
والحق أن حافظاً لم ينظم هذه المقطوعة المتداولة في وصف خنجر مكبث فحسب، بل إنه ترجم الرواية جميعها، ترجمها نثراً وشعراً، وبذل في ذلك مجهوداً كبيراًن وكان يعدها