للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بين كنفه فأطلعهم على مكنون سره ودخائل نفسه، فعرفوا كل صخرة من صخوره، وخبروا كل شعبه من شعابه، وتروي لنا مخلفات القدماء هنا بأن (أوني) أحد عمال (مون رع) في جزيرة فيلة في أيام الأسرة السادسة سنة ٢٣٢٨ قبل ميلاد المسيح تمكن من أن يقتطع طريقاً بين صخور الشلال ليفتح سبيلاً لسفن صاحب الجلالة إلى الجنوب، وبعد ذلك بستمائة سنة تمكن عمال الشلال الأول أن يعيدوا لسنوسرت الثالث فتح هذا الطريق ثم لما كانت أيام تحتمس الثالث الذي مد الله في سلطانه، فأمست له إمبراطورية عريضة تمتد من (قرن الأرض إلى أطراف المياه المعكوسة)، أراد قمع الثائرين في الجنوب، فوجد لقناة قد طمسها تيار النيل، فأمر ملاحي الشلال الأول أن يعبدوا حفرها وهكذا مكنوه من العودة إلى طيبة بطريقها. ومن ثم وضع في أيديهم أمر العناية بها لتبقى مفتوحة وتجري التجارة بين الشمال والجنوب ولإيصال ثقافات الشمال إلى أبناء الجنوب فيؤلف الله بين قلوبهم ويصبحوا بنعمته إخواناً. أو للضرب على أيدي الخونة المارقين من أشياع إبليس، الذين تتحرك فيهم الغرائز الدنيا، ويدفعهم الأثرة وحب النفس وشهوة المادة إلى تدمير وحدة الوادي السعيد وتقطيع أوصاله، لمغنم زائل، أو لجاه زائف، لا يلبث هذا أن يجرهم مقرنين بأصفاد الذلة، ويطوح بهم إلى الحضيض من وادي العدم.

فعليكم سلام الله، أيها الأمجاد من أبناء (ناستي) وإلى اللقاء مرة أخرى فنحيى ساعة نستمرئ لذيذ ذكراكم العبقة بعطر الخلود.

(أسوان)

مصطفى كامل إبراهيم

وكيل اتحاد الثقافة الأثرية

<<  <  ج:
ص:  >  >>