الضدان في قانون المنطق يستحيل عليهما الاجتماع، ويمكن لهما الارتفاع ولكنهما في منطق السياسة، يمكن اجتماعهما، ويستحيل ارتفاعهما وهو منطق عجيب غريب. ومن ثم فهو مريب!
ذلك أن الروس والأمريكان، لأول مرة يلتقيان. فينفقان، وإن كان في تلاقيهما معنى الفراق، وفي فراقهما معنى التلاق، فقد اجتمعا. ويا سوء ما اجتمعا، على مشكلة فلسطين بالتقسيم، وإن اختلفت مصلحتهما في الصميم.
فأمريكا تريد أن تحفظ لنفسها بالوشل، عن طريق الدولة اليهودية المنتظرة! وروسيا تريد ان تقيم الدليل على إنجلترا بالفشل، عن طريق الحرب الأهلية المستعمرة. فيا لها من لعبة سياسية، لا شرقية ولا غربية. قد انكشف قناعها، وبطل اجتماعها وارتفاعها أيها العرب، الجهاد بالدماء. والذماء، فانه ليوشك ان يرد المنطق المعكوس، قوة الواقع الملموس.
أسنا
بكير أبو رجيلة
بيت في قصيدة:
في عدد (الهلال) الصادر في نوفمبر الجاري قصيدة للشاعر الكبير الأستاذ على الجارم بك بعنوان (صحوة مصر) استوقفني منها هذا البيت:
وإذا ما الأقوياء انتصروا ... فعلى الدنيا وأهليها العفاء!
إذ كيف لا ينتصر الأقوياء المتراصون كالبنيان والله سبحانه وتعالى في كتابة المنزل يقول (وأعدوا لهم ما استطعتم من (قوة) ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم).