تمام الإحكام لا غبار عليها. ولكن أينشطين انبرى من دون جميع العلماء مدركاً السر، ومن جراء هذه العملية تجلى له سر النسبية، فقال لهم: لا تتعجبوا من اتفاق عملية ميكلهن ومورلي وهما على جهازهما على الأرض، فلو أمكنهما أن يراقبا العملية على الأرض من سطح القمر أو المريخ مثلا لكشفا سرعة الأرض في الفضاء سواء كان الفضاء أثيرياً أو لا أثيرياً، ولكنهما وهما على سطح الأرض مع جهازهما، فلا يمكن أن يكشفا شيئاً لا سرعة الأرض ولا سكونها، كما لو كنت على سطح سفينة ضخمة فلا تشعر بسرعة السفينة، ولكن إذا كنت على الشاطئ ومرت السفينة أمامك شعرت بسرعتها.
فالحركة أو السرعة تختلف باختلاف موقع الراصد، فالراصد على الأرض يرى الأرض ساكنة والفلك يدور حولها، ولكنه إذا كان في مكان بعيد عن الأرض كالمريخ مثلا، يرى الأرض تسير في الفضاء، فالأرض لأهلها ساكنة، ولكنها لأهل المريخ متحركة - هذه هي النسبية.
فإخفاق عملية ميكلهن - مورلي نجمت عن أن الراصد والمرصود كانا في مكان واحد، والمكان يتحرك بهما وبجهازهما معاً في وقت واحد، فهنا انتفت النسبية.
فالحركة، وأية حركة، يتوف ظهورها على مكان الراصد بالنسبة إلى مكان المرصود، وهذا هو سبب الصعوبة في تصور النسبية على من يحاول دراستها.
وحاصل القول أن إخفاق عملية ميكلهن - مورلي لم يثبت وجود الأثير ولا نفاه، لأن نتيجة العملية لا تتوقف على وجود الأثير أو عدمه، بل على انتفاء النسبية فيها، فلو كان الرصد في مكان خارج عن الأرض كالمريخ مثلا لظهرت سرعة الأرض للراصد. ونحن على الأرض نكشف سرعة المريخ، ولو كنا في المريخ لاستحال علينا أن نكشف سرعته الأبراقية ما في الأفلاك من الأجرام.
نقولا الحداد
رد على رد:
اطلعت في العدد الحادي عشر من المجلد الرارع من شهر تشرين الثاني على تعقيبين للأستاذين عدنان أسد وعادل الغضبان فيما يتعلق بموضعين من المسرحية الشعرية للشاعر