جانب الثورة مما يدلنا على أنه في فترة شبابه كان عرضة لتقلبات الأجواء الفكرية والنزعات الوجدانية، فبينما نراه في قصيدته (الطمأنينة) مؤمناً بأ سقف بيته من حديد وركنه من حجر، لا يخشى عواصف الرياح ولا هطول المطر، يستخف بالهموم والنحوس والشقاء والضجر ويتحدى خطوب الدهر أن تنزل به الألوف لأن باب قلبه حصين من صنوف الكدر إذ حالف القضاء ورافق القدر، نجده في بعض قصائده الأخرى شاكاً مرتاباً أو حزيناً متشائماً، كما نراه في قصيدته (الهم) يخشى أن يبعث معه الهم يوم القيامة:
أخاف أن ما دفنا ... يقوم يوم القيامة!. . .
ثم أصغ إليه في قصيدة (النهر المتجمد) كيف ينتهي خطابه لذلك النهر.
يا نهر ذا قلبي أراه كما أراك مكبلاً ... والفرق أنك سوف تنشط من عقالك وهو لا!
والذي أريد أن أخلص إليه هو أن نعيمه سجل في شعره - على قلته - نبضات قلبه وخلجات روحه، فشعره صورة صادقة معبرة عن حياته الفكرية والروحية. وأعيد القول بأن نعيمه هو ثورة على (التحجرية الأدبية) و (الانكماشات الانعزالية الإقليمية) ورسالته الإنسانية الشاملة لا تعرف للوطنية حدوداً (كرتونية) ولا للقومية عصبية قبلية دموية، وهو حد قول الشاعر