للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يكاد يصرخ المسكين حتى تنحبس صرخته في صدره فلا يستطيع من فرط ألمه، وذقت معه الألم مرتين فقد ذكرت العصا التي (أكلتها) على سور نادي سيروس.

ونشاء المصادفات الأليمة أن (أصطبح منذ يومين باثنين من هؤلاء الشجعان ينظران في أقفال الدكاكين، في الصباح الباكر وقد ألفيت نفسي حيالهما فجأة عند منعطف في أحد الشوارع. . . يا حفيظ! لقد كان يكفيني من الهم مجرد رؤيتهما، فما بالك أيها القارئ وقد سمعت أحدهما يغني. . . أي والله يغني وفي يده هرواته قائلاً (أنا من ضيع في الأوهام عمره). ولست أدري كيف لهذا الحيوان عمر؟ وكيف يضيع في الأوهام عمره وما ضيعه إلا في الجهل والإجرام. .

وبعد فلو أني مضيت أسرد ما يغيظني ويحفظني على هؤلاء لضاق عنه أضعاف هذا المجال فبحسي تفكه للقارئ ودرءاً لما قد يكون ناله من سيرة هؤلاء البواسل من ضيق، أن أقص عليهم تلك القصة. . أمر أحد شرطتنا في حفلة من الحفلات منعاً للتزاحم أن يدخل الناس أثنين أثنين، ووقف الشرطي الهمام النبيه، فجاء أحد الباشوات ومشى وحده في غير زحمة ولكن الشرطي منعه من الدخول فهو لا يدخل حسب الأمر إلا أثنين! وضحك الباشا وعاد فاستصحب سائق سيارته فما أسرع ما أفسح الجندي لهما الطريق ودخل الباشا يضحك ملء نفسه ويدق كفاً بكف ويقص النكتة على المحتفلين قائلاً (دخلت بنفس هذا السائق)

وهنيئاً لحكومتنا (فتواتها الميري) فأنا على يقين أنها تتنازل عن متاحفنا جميعاً في يسر ولا تتنازل عن هذا الطراز العجيب النادر من شرطتها الذين يحق أن تباهي بهم العالم وتبلغ في مباهتها حد الأعجاز.

الخفيف

فصل الخطاب

للأستاذ محمود رمزي نظيم

قم لنعكف على كؤوس الشراب ... وتزود من الشعاع المذاب

واسقني باسم (غلوش) من عصير ... قد براه الإله في الأعناب

<<  <  ج:
ص:  >  >>