في حسن التقدير والتشجيع، ولكن يقف في سبيلهم من بيدهم أمر الاعتماد المالي، وهؤلاء أقل من أصحابنا بكثير في الغيرة والرغبة السابقتين.
في منظار الخفيف:
رأيتني في حاجة إلى أن أستعير المنظار من الزميل الألمعي الأستاذ محمود الخفيف، لأستطلع به أمر صديق أديب موظف بوزارة المعارف، وهو ممن يطالعون القراء برحيق الآداب، ولكنه - ككثير من أمثاله - يضطر إلى الوظيفة الحكومية يؤدي فيها عمله ليأخذ في مقابله الكفاف، ويستجيب لدواعي فنه فيما فضل من وقته وجهده.
لقيت هذا الصديق أمس فقلت له:
- كيف أنت؟
- حتى لا يرزق!
- لا بأس عليك. . ماذا جرى؟
- أصدر السكرتير المالي بالوزارة أمراً بوقف صرف مرتبي لأن يوم عينت بالحكومة كان تعييني (على بند ١١ إعانات) وتبين بعد ذلك أنه إجراء غير سليم. وعلى الرغم من أنني للم أكن قد طلبت تعييني على (بند ١١ إعانات) ولم يكن لي يد في هذا الإجراء الذي لم أعرف عنه شيئاً إلا عندما وقف صرف مرتبي أخيراً - على الرغم من ذلك حاق بي ضرر ذلك التصرف؛ وحل بغير جارمه العقاب!
وقابلت المختصين في الوزارة، فقيل أن السكرتير المالي فعل ذلك ليضطر (إدارة المستخدمين) إلى تصحيح الوضع، وقالوا لي (الحق. . حتى لا تصرف بعد ذلك!) وتلفت حولي لأرى كيف (الحق) ثم قصدت (المستخدمين) فقالوا لي هناك أيضاً (الحق. . .) وحرت من (الحق)؟! ودرت دورة مررت فيها بعلي أفندي في (قلم الماهيات) وأحمد أفندي في (قلم الميزانية) ومحفوظ أفندي في (قلم العلاوات) وكان كل منهم يحيلني إلى الآخر وينصحني بأن (الحق. . الخ) ولم أخرج من هذا المطاف بطائل، ولكني عرفت منه أن وزارة المعارف كروية الشكل. . لأني كنت انتهي إلى حيث بدأت!
وسكت الصديق برهة ثم قال: أتدري ما الذي يهمني من كل ذلك؟ إنه كيف أفهم أطفالي الأربعة أحكام (البند ١١ إعانات)