ففي أي بلد نحن؟
ولكنا نحمد الله، جل شأنه، فقد لاحظنا معظم الصور المسلسلة التي نشرتها الإيماج - المصرية بكل شيء إلا بلسانها وأسلوبها - أقول أن معظم تلك الصور لا تدل على أن صواحبها مصريات. أو الغالبية الكبرى منهن. . . فليس في المصريات من ترضى أن تكون صاحبة وضع من هذه الأوضاع!
وهناك شيء آخر. . بل كلمة أخيرة أهمس بها في أذنك. . فهل سمعت عني مسابقة جمال بين الرجال؟.
أن لم تكن قد سمعت، فأقرأ الجرائد الصادرة في أواخر شهر أغسطس، فإن فيها إعلاناً عن مسابقة لاختيار أجمل رجل.
أتدري ممن أرادوا أن يكون هذا الرجل بين الرجال؟
أرادوه من بين المصارعين المصريين!
قد أكون مخطئاً في قراءة الإعلان، ولكن أقسم لك أن هذا هو عين ما قيل. .
وهل تدري - أخيراً - من هو منظم تلك الحفلة؟
إنه والله أحد الفرنسيين - أيضاً - ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. . .
كتبنا هذا الكلام في شهر سبتمبر الماضي، وقد ظهر وباء الكوليرا وقتئذ فانصرفنا عن إرسال هذا الكلام للنشر، وقلنا مكافحة وباء طارئ أجدى وأنفع وأنجع من مكافحة وباء قديم. .
أما وقد اندثر الوباء الجديد، أو كاد، فقد عاد الوباء القديم للظهور.
هذه إعلانات جديدة تظهر في الصحف المسلمة السيارة تعلن عن مسابقات لأجمل الوجوه وأحلى السيقان. . . وتعقد ثانية في أحد (الفنادق المعروفة). وقال المشرفون عليها إن المتسابقات سيسرون وراء ستار حيث لا تظهر إلا سيقانهن فحسب. .
ما شاء الله! ستظهر السيقان والأفخاذ وربما ظهر شيء أبعد من هذا، ولكن الوجوه لا تظهر. . . وقد ظهرت فعلاً في الجرائد، فرأينا فيها الفتنة والإغراء.
إن الشهوات الدنيا لا تتحرك عن طريق الوجوه الجميلة، فالوجه الجميل لا يثير الشهوة، بل تدعو إلى التأمل والتسبيح.