للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تقع حوادث هذه القصة في نحو ربع قرن من الزمان، يقع فيها أواخر العصر الأيوبي وأوائل عصر المماليك البحرية، تبدأ في حصن كيفا الذي اتخذه الأمير نجم الدين أيوب قاعدة لإمارته في المشرق حيث ظفر هناك بالجارية الغيرة الحسناء (شجرة الدر) التي ولدت له فيما بعد وأصبحت زوجته، وتنتقل حوادث القصة إلى الغرب مع ركب الأميرة نحو مصر، بعد أن بلغة نعي أبيه الملك الكامل، وقد عول على أن ينتزع العرش من أخيه للعادل الذي كان أبوهما قد ولاه العهد، فيم له ذلك بعد وقائع مخاطر في الطريق كانت شجرة الدر عنونا له على اجتيازها والتغلب عليها ويصبح الأمر في مصر للملك الصالح نجم الدين أيوب، وإلى جانبه زوجته شجرة الدر تعاونه بسديد رأيها ومحكم تدبيرها. حتى يغزو الصليبيون مصر بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا، فينزلون إلى دمياط ويهزمون الحامية، ويقصدون إلى المنصورة التي اتخذها الملك الصالح قاعدة له في ذلك الوقت، وتتجمع القوى المصرية فتفتك بالصليبين فتكا ذريعا، ويؤسر لويس التاسع، ثم يضطر المعتدون إلى إغلاء فدية ملكهم ويخرج من تبق منهم إلى بلادهم مدحورين. وفي أثناء ذلك يموت الملك الصالح وتخفى شجرة الدر أمر موته حتى يحضر ولده الأمير توران شاه من المشرق فيأخذ مكان أبيه، ثم يقتله أمراء الجيش من المماليك الذين كان يستعين بهم الملك الصالح في حروبه، وقد ابلوا في القتال الصليبين وهزيمتهم. فتتولى الملك شجرة الدر ثم تتزوج أحد أمراء المماليك (أيبك الجاشنكير) وتخلع نفسها وتوليه، ثم تقتله، وتمتع في برجها بالقلعة في حماية مماليكها حتى تموت.

ساق الأستاذ العريان تفاصيل هذه الحوادث في قالب من الخيال القصصي الممتع، وتسير معه وهو ينسفق أشتاتاً من الأحداث ويصور فنونا وألوانا من نوازع النفوس فتشعر بأنك تعيش في جوها وتعاشر أناسها، كان الكاتب سحرك فنقلك معه إلى حيث يضطرب ياله. . . وقد بلغ الغاية في ذلك عندما هجم الصليبيون على قصر الملك الصالح بالمنصورة، وتصدى لهم فرقة الحرس برياسة الأمير بيبرس، وكانت شجرة الدر ترقب المعركة من النافذة وقد أهابت بفتاة من وصيفاتها يحبها بيبرس لتهتف به وتسمعه صوتها، فتهتف الفتاة: (بيبرس! هذا يومك يا بيبرس!) فيرفع إليها عينه، ويجول بسيفه في الرقاب يقد الضلوع ويشق المرائر ويطيح الهام ويجندل الأبطال، ويقضي هو وجنوده على جيش العدو، فلا

<<  <  ج:
ص:  >  >>