هذا البلد من البلاد المستغلة على أهل عدل الله وتوحيد والتصديق بوعد ووعيد. هذا وفي فقهائه وفور وفي الفضل به ظهور. . .) وشهرة المعتزلة بأنهم أهل العدل والتوحيد، والوعد والوعيد، اعظم من شهرتهم بالتعديل والصلاح.
وجاء في الرسالة الثالثة تحت هذا الباب نفسه، يكتب إلى أهل الصيمرة (. . . وصل كتابكم. . . إذ كنتم بحمد الله ومنه، وطوله وفضله، المشتهرين بالذب عن توحيد الله وعدله، وصدقه في وعيده ووعده، وكان بلدكم من بين البلاد كفرة ادهم وشهاب في ليل مظلم، وما في النعم اجل موقعا، واهنا مشرعا من النعمة في القول بالحق والدعاء إليه، والتدين به والبعث عليه، ومهانة من شبه الله بخلقه، فتتابع في جهده، أو وجوده في فعله فشاك في حسن نظره وطوله) وهذا نص آخر اكثر في الاعتزال بيانا، فيه العدل والتوحيد، والصدق في الوعد والوعيد، ونفى التشبيه، وامتناع التجوير.
وهنا نستطيع أن نطمئن إلى ما ذكره عنه ياقوت من انه كان يذهب مذهب الاعتزال. ولكن الدكتور عزام بك والدكتور ضيف لا يطمئنان إلى أن الاعتزال (أكان هذا من عمله هو، أم من عمل الدولة، فقد كان عضد الدولة يذهب - فيما يظهر - إلى الاعتزال).
وبعد فأنا نهنئ المكتبة العربية بهذا الظفر الأدبي، وبهذه الدراسة العميقة الممتعة، ونرجو أن ينهج الذين يخرجون المخطوطات هذا النهج السليم.
احمد فؤاد الاهواني
شجرة الدر
تأليف الأستاذ محمد سعيد العريان
اتجه الأستاذ محمد سعيد العريان منذ زمن إلى القصص التاريخي الذي يجمع إلى عرض التاريخ وتحقيق حوادثه المتعة الفنية الأدبية، وقد عنى بتاريخ مصر في العصور الإسلامية، يجول في نواحيه بمصباح المؤرخ، ويسرح بين وقائمة بخيال القاص الأديب. وأول عمل له في هذا الحقل قصة (قطر الندى) ثم اخرج بعدها (على باب زويلة) وفي شهر نوفمبر الماضي أخرجت له دار المعارف قصة (شجرة الدر) في سلسلتها الشهرية (اقرأ).