ولطالما شل المستعمرون المتعاقبون على البلاد الحركة الفكرية فيها فقاست منهم الأمرين
واليوم قد نهضت هذه الحركة برغم كل القيود، وأحس الشباب الذي يقاسي شر هذه الأدواء هذه الحاجة وترسم ذلك المثل، فهبت ريح من الوطنية الحارة تقوض كل الحواجز الزائفة التي وضعتها القوى الأجنبية، وتدعم أواصر هذا الشباب الذي وحد بينه التاريخ والعادات واللغة
وإن هذه الوطنية لتتغلغل اليوم بقوة في الطبقات الدنيا من هذا الشعب الذي قوته ذكريات ضحايا الحكم التركي ونظام الانتداب ودفعته لإنقاذ ثقافته وحريته
وقد بدت في هذه الأيام نفسية عجيبة في روح هذا الشعب، هي التعطش لتعليم الأبناء حتى يصبحوا قادرين على نيل الاستقلال وتتجه الحركة الفكرية بالشباب العربي نحو إحياء مجد أورشليم وبغداد القديم من الوجهة الذهنية والسياسية، وستستعين في ثقافتها بكل العوامل الضرورية لارتقائها روحياً وسياسياً.