للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عندما عندما رأيت الهول محدقاً بي فرأيت نتوء في الصخرة فعلقت به فنجوت من الموت. . وعلى قرب مني شاهدت الكأس معلقة في شعبة من شعب المرجان فلم تهو إلى القاع السحيق).

وهالني ما أبصرته من أعماق لا قرار لها فخارت قواي وارتعدت فرائصي، وزادني هولاً ما شاهدته من وحوش البحر وحيتانه، وزادني هولاً أن أسمع صوتاً آدمياً، وكنت أنظر إلى ما أنا فيه وأفكر في مصيري، ولكني تشجعت وسبحت حتى تناولت الكأس وقذفتني موجة إلى سطح البحر فلم أصدق أني نجوت.

فأثار كلامه إعجاب الملك وقال له هذه الكأس هبة لك وإني أهبك خاتماً مرصعاً بأغلى الجواهر، فجرب حظك في النزول مرة أخرى لتحدثني بما تشاهد من عجائب.

فنظرت إليه ابنة الملك وظهر على وجهها عاطفة الحنان والشفقة وتوسلت إلى أبيها قائلة في لهجة تشع بالحنان والعطف.

أعدل أبت عن هذه المخاطرة القاسية فقد أقدم هذا الشاب الشجاع على ما لم يجد أحد في نفسه القدرة على الإقدام عليه وعاد من أهوال لم يكتب لأحد منها النجاة قبله. فرحمة بشبابه يا أبت.

ولم تتم كلامها حتى ألقى الملك بالكأس وقال: أيها الفتى الشجاع، إن أحضرت لي الكأس جعلتك من خاصة حاشيتي وزوجتك بمن توسلت ' لي من أجلك.

فوجد فتانا في نفسه قوة خارقة عندما نظر إلى ابنة الملك فرأى وجهها وقد تورد حمرة، وعيناها تنظران إليه يشع منهما النور والخوف معاً على هذا الشاب المقدام.

فعول على أن ينال هذه المنحة العظيمة وينال هذه الفتاة التي أحبته وأحبها لأول مرة فألقى بنفسه من شاهق إلى أفواه الموت مرة أخرى

وأنصت القوم لزمجرة الموج ورعده وقد ملك الهلع قلوبهم وارتعدت فرائصهم من الهول، والموج يرتفع ويهبط ويرغى ويزبد ويثور ويزمجر ولكن هيهات أن يعود بالغواص مرة أخرى إلى الحياة.

(أسيوط)

عبد الموجود عبد الحافظ

<<  <  ج:
ص:  >  >>