المعاملات الضارة التي كان يعتاد أهل الجاهلية مع النساء، وبين الطلاق الذي يملك الرجل فيه رجعة الزوجة والذي لا يملك به الرجعة، كما بين أن لها الحق في افتداء نفسها من سوء العشرة بما تملك من مال، وبين مساواتها للرجل فيما لها وعليها من الحقوق الزوجية، كما أمر بإمساكها بمعروف أو تسريحها بإحسان، وحذر القوم من عضل النساء ومنعهن أن يتزوجن بمن يردن طمعاً في مالهن وضراراً لهن، ثم بين أن المرأة شريكة الرجل في شأن الولد وإرضاعه، وأنه لا يصح للرجل أن يبت في هذا الشأن برأي دون (تراض منهما وتشاور) ويبين في هذا السياق الخطبة وأدبها كما بين حق المطلقات في المتعة، وهي ما يبذله الرجل للمرأة بعد طلاقها مما تتعزى به ويخفف عنها وقع الفراق، (وللمطلقات متاع بالمعروف حقاً على المتقين).
وبين عدة المتوفي عنها زوجها، وحث الأزواج على الإيصاء لهن بعد الوفاة بأكثر مما تستحق إحداهن بالعدة.
وعرض لهن في سورة المائدة، وبين حل تزوج المحصنات الكتابيات منهن، وسوى في ذلك بينهن وبين المحصنات المؤمنات.
وعرض لهن في سورة النور، وبين ما يردعهن عن ارتكاب ما يزري بالكرامة ويخل بالشرف والمكانة، كما بين حكم من تعدى عليهن بالقذف زوجاً كان أو غير زوج، وشرع الأدب الواجب حين الدخول عليهن في بيوتهن، وذلك حفظاً لهن من أن تقع عليهن الأنظار، وهن في حالة التبذل والقيام بالمصالح المنزلية. كما خص هؤلاء الذين نضبت وجوههم من ماء الحياة بشديد من التحذير مما اعتادوا في إكراه الفتيات على البغاء تكسباً بعرضهن (لا تكرهوا فتياتكم على البغاء أن أردن تحصناً لتبتغوا عرض الحياة الدنيا).
وعرض لهن في سورة الأحزاب وعالج كثيراً من المشاكل المنزلية وما يجب عليهن من آداب، وقد اتخذت السورة زوجات الرسول مثالاً حياً فيما ينبغي أن تتخذه الزوجة أساساً لحياتها المنزلية الفاضلة.
وعرض لهن في سورة المجادلة فاستمع إلى رأي المرأة واحترمه، وقرره مبدأ يسير عليه التشريع العام الخالد، وبذلك كانت آيات الظهار التي بدئت بها السورة المذكورة أثراً من آثار الفكر النسائي، وصفحة إلهية خالدة نلمح فيها على ممر الدهر صورة احترام الإسلام