للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

للمرأة وأن الإسلام ليس كما يظن أعداؤها يراها مخلوقاً يقاد بفكر الرجل ورأيه، وإنما له رأيها وللرأي قيمته ووزنه.

يقول أوس بن الصامت لزوجه خولة بنت ثعلبة (أنت على كظهر أمي) وكان المعروف في الجاهلية أن الرجل إذا قالها لزوجته حرمت عليه. ثم دعاها فأبت وقالت: والذي نفس خولة بيده لا تصل إلي وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله. ثم أتت رسول الله فقالت: يا رسول الله. أن أوساً تزوجني وأنا شابة مرغوب في، فلما خلا سني ونثرت بطني جعلني كأمه وتركني إلى غير أحد، فإن كنت تجد لي رخصة يا رسول الله فحدثني بها. فقال عليه السلام: ما أمرت في شأنك بشيء حتى الآن، وما أراك إلا قد حرمت عليه، فأخذت تجادل رسول الله مراراً وتقول: أنه ما ذكر طلاقاً فكيف أحرم عليه؟ أن لي منه صبية صغاراً إن ضمهم إليه ضاعوا، وإن ضممتهم إلي جاعوا. وجعلت ترفع رأسها إلى السماء تقول: اللهم أني أشكو إليك. وما برحت هكذا حتى نزلت الآيات (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما أن الله سميع بصير). نزلت الآيات تشنع على المظاهرين من نسائهم، وتضع طريقاً للخلاص من الظهار، وتبين أنه ليس طلاقاً ولا موجباً للفرقة، كما كانت ترى خولة بنت ثعلبة.

وهذا أسمى ما تصبو إليه النساء في احترام رأيهن متى صادف الحق والمصلحة. وليعتبر بهذا المرجفون المعتدون.

وعرض لهن في صورة الممتحنة وبين حكم النساء يهاجرن مؤمنات من بلاد الأعداء إلى بلاد الإسلام، وحكم حلهن لأزواجهن السابقين، وحكم زواجهن بالمؤمنين، وبينت حق النساء في المبايعة على السمع والطاعة، والقيام بحدود الشريعة وأحكامها، وأنهن في المبايعة كالرجال، وقد روى المفسرون قصة هذه المبايعة التي شغلت مركز الرياسة فيها عن النساء (هند بنت عتبة، زوج أبي سفيان، وهي قصة طريفة تعلوها ظاهرة عظيمة من حرية الرأي في النقاش والحوار. حرية لا يظفر بها الرجال عند أعظم ملوك الأرض ديمقراطية.

وعرض لهن في سورة التحريم في شأن جرى بين زوجات الرسول، ويقع بين كل الزوجات في كل زمان ومكان، وفيها تقررت مسئولية المرأة عن نفسها مسئولية مستقلة

<<  <  ج:
ص:  >  >>