عن مسئولية الرجل، وأنه لا يؤثر عليها، وهي صالحة، فساد الرجل وطغيانه، ولا ينفعها، وهي طالحة، صلاح الرجل وتقواه (وضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانت تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل ادخلا النار مع الداخلين)(وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين).
وعرض القرآن الكريم بعد هذا للنساء في سورتين: سورة النساء وسورة الطلاق؛ وكثيراً ما يطلق على الأولى أسم (سورة النساء الكبرى) ويطلق على الثانية (سورة النساء الصغرى).
وكم تنبض قلوب النساء فرحاً بتكريم الله لهن وعنايته بهن حينما يسمعن أو يعلمن أن في القرآن سورتين سميتا باسمهن، وعالجتا كثيراً من شئونهن في أطوار حياتهن كلها من عهد الطفولة إلى عهد الزوجية والأمومة، وأن إحدى السورتين وهي الكبرى تبدأ بخطاب الناس جميعاً، وأن الأخرى وهي الصغرى تبدأ بخطاب الرسول، وفي هذا وذاك حث شديد للحاكم والمحكوم، أو الرئيس والمرءوس على مراعاة ما يفرض بعد الخطاب في أمر النساء من أحكام وإرشادات. ولا ريب أن منزلة النساء من العاطفة ومركزهن الاجتماعي في الأمة جديران أن تستأثرن في أمرهن عاطفة الرحمة التي يحملها وصف النبوة (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) ووشيجة الرحم التي تجمع بين الناس ذكوراً وإناثاً (واتقوا الله الذي تساءلون به الأرحام).
وهذا وضع يجدر بالذين يرمون الإسلام بأنه يحط من قدر النساء أن يلتفتوا إليه وأن يكفوا عن زعمهم أن الإسلام لم يمنح المرأة من العناية والاهتمام ما منحته لها المدنية.
هذا وقد عرضت سورة (الطلاق) لبيان الوقت الذي يجب على الرجل مراعاة إذا أراد أن يطلق زوجته اتقاء للإضرار بها، كما عرضت لبيان أنواع عدة المطلقة وما يجب فيها من النفقة والسكنى.
أما سورة النساء الكبرى فقد عرضت لمبادئ هي أساس سعادة المرأة وهناءتها، وبالتالي أساس السعادة الزوجية والحياة المنزلية ونستطيع أن نجملها فيما يلي:
١ - أعلنت سورة النساء أن المرأة أحد العنصرين اللذين تكاثر منهما الإنسان، وجعلت