ويقابل هذا المسجد على النهر في الجهة الشرقية بناء آخر يشبه المسجد في جملته وتتصل به أبراج ومنظرات مشرفة على النهر.
وقد بنى مناظرة للمسجد ولهذا يسمونه (الجواب). وهندسة الأبنية التيمورية كلها قائمة على التناظر والتشاكل فلم يجيزوا أن يبنى المسجد في زاوية من الحديقة دون أن يناظره بناء على الزاوية الأخرى.
زرت التاج ثلاث مرات في يوم وليلة. وأود الآن أن أعود إليه فأقيم عنده أياماً. وقد وصفت بعض ما بقي في الذاكرة منه ووراء هذا ما لا يستطيعه الوصف، ولا يحيط به البيان. ولعل الصور التي مع هذا المقال تعين القارئ على تصوره.
في مقال (أكرا) من دائرة المعارف البريطانية:
(عظمة أكرا مستمدة من أجمل أبنية العالم: البناء الشعري تاج محل. . . صور ومثل أكثر من أي بناء آخر في العالم. وصوره لا عد لها. وغاية ما يوصف به أنه حلم من الرخام.
وهو في التلوين والرسم وصناعة التحلية والتزيين يفوق كل عمارات العالم. ومظهره المتناسب إذا رئى مرة لا ينسى أبداً ولا تنسى رشاقة قبابة التي تعلو في الهواء كفقاقيع من المرمر في زرقة السماء.
يقول فرجسون في كتابه تأريخ العمارة:
(هذا البناء مثال من الترصيع بالأحجار الكريمة الذي صار من أكبر خصائص الفن المغولي بعد موت أكبر.
كل زوايا التاج وكل الأركان والأجزاء المهمة مجملة بالحجار الكريمة.
إنه أجمل وأنفس أسلوب من التزيين عرف في فن العمارة وهذه الزينة مفاضة على القبرين وعلى المقصورة المحيطة بهما ولكن يقتصد فيها في المسجد الذي يمثل أحد جناحي التاج وعلى النافورات والأبنية المحيطة.
والمقدرة التي لاءمت بين هذه الزينات في الأجزاء المختلفة عظيمة كالزينة نفسها تدل على مستوى عال في الذوق والمهارة لصناعة ذلك العصر.
ويقول اللورد روبرت في كتابه (إحدى وعشرون سنة في الهند):
لا اللفظ ولا الريشة يستطيعان أن يوحيا لأوسع القراء خيالاً أصغر الفكر عن الجمال